للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مظاهر مرض الشهوات]

مرض الشهوات هو الذي نشكوه كثيراً، فإن علائم التوحيد ظاهرة، والعلم منتشر، وعلم الكتاب والسنة مبذول، والدعاة متواجدون، والعلماء متوفرون، فهذا يخفف من مرض الشبهة إن شاء الله، لكن أصبنا بالشهوات.

امرأة سافرة تركت دينها ونسيت ربها، وعصت زوجها، وتطيبت وخرجت من بيتها؛ فأخذت لعنة الله، ففتنت نفسها وفتنت غيرها، والرسول عليه الصلاة والسلام صح عنه أنه قال: {ما تركت على أمتي فتنة أشد من النساء} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

ومجلة خليعة يروج لها، تحمل صورة فتاة فيراها الشاب، فيذهب لبه وعقله وحياته وذكره وتوبته مع الله، وأغنية ماجنة أشرطة متوفرة ومغنون لا يخجلون، وهل سمعتم أن مغنياً خجل واستحى أن يظهر على المسرح؟

المغني الآن يستطيع أن يقف أمام الجماهير ليغني، وما سمعنا بمغنٍ خجل، لكني أعرف رجلاً في قرية من قرانا، تخرج من كلية الشريعة، أتوا به ليصلي بهم صلاة المغرب، قال: لا، أنا لو صليت في صلاة المغرب تورطت في صلاة العشاء، مقيم مع أهل القرية لا يجيدون قراءة الفاتحة، ولا يعرفون الوضوء، ولا التيمم، ولا غسل الميت، ولا تكفين الميت، ولا الصلاة على الميت، ومع ذلك يخجل، أما دعاة الباطل

أما المغنون

أما الفسقة

أما المطربون

أما الراقصون

فما سمعنا بأن أحداً منهم خجل أو استحى، كيف يستحي داعية الإسلام؟!

كيف يخجل طلبة العلم؟!

وأهل الفساد والفسق لا يخجلون! سبحان الله! انقلبت الموازين، فلذلك سرى الغناء، ودمر من القلوب ما لا يعلمه إلا الله، وكما يقول الشيخان ابن تيمية وابن القيم: "الغناء بريد الزنا" فلا يسمعه القلب إلا ويتوله ويضيع في كل الشعاب، ويتفلت على صاحبه.

وصاحب الغناء يصاب بأربع عقوبات:-

العقوبة الأولى: قسوة القلب، فلا يعي ولا يفهم.

العقوبة الثانية: وحشة بينه وبين الخالق سُبحَانَهُ وَتَعَالى.

العقوبة الثالثة: ينسيه الله ذكره.

العقوبة الرابعة: يحرمه الله الغناء الذي في الجنة.

وفي مسند الإمام أحمد بسند جيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة جوار، يغنين وينشدن، يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا}.

قال ابن القيم يعلق ويدبج بمقطوعة مليحة ظريفة، يقول:

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

يا من أراد الغناء والنعيم في الجنة! حرم على نفسك هذا الغناء الماجن، غناء الفاحشة، غناء الدعارة والمعصية والفجور، والعياذ بالله!

<<  <  ج:
ص:  >  >>