للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حياة الكافر وموته]

وأما الكافر فإنه يموت مرتين، قال تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ} [غافر:١١] يموت الكافر مرة يوم يكتب عليه الموت؛ كموت البهائم، ومرة قبلها مات، يوم مات قلبه؛ فما استنار بنور الله، ولا عرف منهج الله، ولا اهتدى بهدى الله، ولذلك كانت وصية الله عز وجل للأولين والآخرين بتقواه تبارك وتعالى، يقول عز من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢] فهذا ابن مسعود أحد جيل الصحابة؛ ذاك الجيل الذي تربَّى على القرآن، وما عرفت البشرية على مدى أطوارها مجتمعاً كذاك المجتمع، أولئك الصحابة الذين نشروا لا إله إلا الله على البشرية، فبلغوا بعد خمس وعشرين سنة بلا إله إلا الله إلى السند وطاشقند والأندلس وجنوب أفريقيا؛ لأنهم عرفوا الله، ومنهج الله، ولا إله إلا الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>