للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[النصيحة]

النصيحة، النصيحة لله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ولرسوله ولكتابه، ولأئمة المسلمين وعامتهم.

يقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه وأرضاه: {قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: بايعني يا رسول الله! قال: أبايعك على شهادة أن لا إله إلا الله, وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم، قال: فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم، فوالله ما لقيت مسلماً إلا نصحته}.

[[وكان جرير رضي الله عنه إذا بايع رجلاً قال له: اختر في السلعة والثمن، فإني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم]].

[[شرى فرساً بأربعمائة درهم، فلما ذهب الرجل وأخذ الدراهم - البائع- قال جرير: عد، فعاد الرجل، قال: أتريد أن لك بفرسك خمسمائة درهم، قال: نعم، قال: وستمائة، قال: نعم، قال: وسبعمائة، وثمانمائة، قال: نعم، قال: خذ ثمانمائة، فإني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم]].

وروى الإمام أحمد بسند جيد في مسنده، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لوجه الله - وفي لفظ: لله- ومناصحة ولاة الأمور، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط بمن وراءهم}.

يقول ابن تيمية كلاماً ما معناه: يجب الاعتناء بهذا الحديث وفهمه، فهو جزء من عقيدة أهل السنة والجماعة، أن نوالي من والى الله، ونعادي من عادى الله، ونحب من أحب الله، ونبغض من أبغض الله، سواء وافقنا على فرعيات الآراء، أو خالفنا، سواء اجتهد، أو لم يجتهد، وقلَّد أو لم يقلد: فإن هذه أمور لا تمت إلى الولاء والبراء بشيء من الخدش، بل يبقى الولاء والبراء لله ولرسوله وللمؤمنين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>