للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الزكاة إنقاذ للنفس يوم القيامة]

فأنقذوا هؤلاء، وقدموا لأنفسكم ما تجدونه عند الله، يقول عليه الصلاة والسلام {إذا تصدق العبد من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا طيباً- فإن الله يتقبله بيمينه، ثم يربيه لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه، حتى إن اللقمة لتبلغ كـ جبل أحد} هذا عند الله {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل:٩٦] ويقول تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٦١] وسوف تكون هناك بعض المسائل في الزكاة وزكاة الحلي وزكاة الفطر وزكاة العروض وزكاة الحبوب والثمار والأنعام والنقدين مجالها في الدروس التي تلقى هنا قبل صلاة العشاء من كل ليلة، لأن المجال لا يتسع للبسط، نسأل الله أن يحفظنا وإياكم من كل مكروه.

خاتمة: أيها الناس: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: {أكثروا من الصلاة علي والسلام ليلة الجمعة ويوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي قالوا: كيف تعرض عليك صلاتنا يا رسول الله! وقد أرمت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء} اللهم صلِّ وسلم عليه، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يارب العالمين، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد بين صفوفهم، وخذ بأيديهم لما تحبه وترضاه، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم ولِّ علينا من يخافك ويرجو لقاءك ويحب دينك، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صفوفهم وأخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم اعتق رقابنا من النار، اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا عيباً إلا سترته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا عدواً إلا خذلته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، برحمتك يا أرحم الراحمين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>