للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حكم الخلوة بالأجنبية]

السؤال

ما حكم الخلوة بالأجنبية؟ وما هي سبل الشيطان التي تؤدي إلى الفاحشة؟

الجواب

الخلوة بالأجنبية لا تجوز إلا لحاجة ماسة، وفي هذه الحالة أظن ما هي إلا حالة واحدة حالة المرأة إذا أصبحت في مرض صعب وخطير، وأتاه الطبيب فذاك الوقت يحق للطبيب للمصلحة وهي في هذه الحال أن يخلو بها دون حضور محرم والأولى حضور المحرم، لكن إذا رأى الطبيب المسلم أنه لا يحتاج حضور المحرم فله ذلك، أما الخلوة بالأجنبية فلا تجوز، يقول عليه الصلاة والسلام: {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، ولا تسافر امرأة مسيرة يوم وليلة -وفي رواية ثلاثة أيام- إلا بمحرم}.

وأما سبل الشيطان للفاحشة فمنها: الغناء الماجن، وهو أخطر ما يحدث الفاحشة في القلوب، وما وقع الشباب المسلم في الفاحشة إلا بسبب استماع الغناء.

يقول ابن القيم: الغناء بريد الزنا، يحبب إلى الشاب العشق والوله والغزل والهيام، ويخرج حب الله وحب رسول صلى الله عليه وسلم وحب الآخرة من قلبه، ثم يقع في الفاحشة.

ومن مصائب الغناء أمور منها:

أن من استمع الغناء في الدنيا حرمه الله سماع غناء الجنة الذي تنشده الحور العين كما يقول ابن القيم، لأن الله - عز وجل - يجعل الحور العين يوم القيامة في الجنة ينشدن كما في مسند أحمد يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا، نسأل الله ألا يحرمنا منهن، وأن يجعلنا من سكان الجنة.

قال ابن القيم:

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

ومما يعين على ارتكاب الفاحشة: رؤية الأفلام الخليعة الماجنة، رؤية الذين لا يخافون الله ولا يرجون لقاءه، ومما يعين على الفاحشة ونعوذ بالله من ذلك: استصحاب المجلة الخليعة، وقلة الذكر، وقلة مراقبة الله تبارك وتعالى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>