للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الهداية هي السعادة]

السعادة الحقيقية: هي الهداية، انظر إلى أحوال الناس، كثير من الناس عنده قصورٌ كثيرة، وعنده من المال ما يمكن أن يطعم به ألوفاً مؤلفة من الناس ويعيشهم ويسكنهم، لكنه في اضطراب معقود الجبين، على جبينه مكتوبٌ عليه لا سعادة، يوشك أن يأخذ السكين وينحر نفسه، نقول له: مالك؟! عندك المال والمنصب وكل شيء؟! قال: ما رأيت السعادة، الله يجيب على هذا التساؤل فيقول: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:١٢٣ - ١٢٦] أتاك رسول الله عليه الصلاة والسلام وآتاك القرآن، والإيمان، وأتتك الرسالة، وأتتك لا إله إلا الله، فأعرضت عنها، لم يكن لها قدرٌ عندك في حياتك ولا ميزان، ولا أصالة، ولا اهتمام، ووالله إنا نعلم أن من الناس اليوم من يعيش ويجعل الدين في آخر اهتماماته، حتى وقت الصلاة، وتأدية الصلاة، والقيام إلى الصلاة، في آخر جدوله اليومي ثم يصلي صلاةً باردةً ميتةً سقيمةً مريضة، ويقول: أين السعادة؟؟!!

نحن جربنا دينكم ما وجدنا السعادة، نقول: لو حملت الدين ذقت الدين، كما ذاقه الصالحون، عرفت طعم السعادة، وما شقيت بعدها أبداً، بإذن الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>