للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الدلائل التي نعرف بها تحقق صفات السبعة الذين يظلهم الله]

السؤال

ما هي الدلائل التي تجعلنا نعرف أننا من هؤلاء السبعة أو من بعضهم؟ وما هو العلاج للإنسان الذي حاول أن يتفكر في خلق الله من الآيات الكونية وغيرها ويتأثر بذلك؟

الجواب

أما الأمور التي تعرفنا أننا من السبعة أو أن فينا صفة من صفات هؤلاء السبعة، فنحن شهداء الله في أرضه، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:١٤٣] فمن شهد له المسلمون بخير فهو من أهل الخير، ومن شهدوا عليه بالسوء فهو من أهل السوء، ومن شهد له أهل القبيلة والحارة بالخير فهم شهداء الله عليه يوم القيامة، وقد جاء في الصحيح: {أن جنازة مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأثنوا عليها خيراً فقال: وجبت، وجبت، وجبت.

وأثنوا على الثانية شراً، فقال: وجبت، وجبت، وجبت.

فقال عمر: ما وجبت يا رسول الله؟ قال: الأولى أثنيتم عليها خيراً فقلت: وجبت لها الجنة، والثانية أثنيتم عليها شراً، فقلت: وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه}.

والمسلم قد يعرف من نفسه بالدلائل، مثلاً في صفة الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد، يعرف هل هو يحب المسجد أم لا؟ وهل هو محافظ على الصلوات؟ وهل ما فاتته فريضة في جماعة؟ فإذا عرف بذلك فليبشر نفسه، ولكن لا يغتر ولا يعجب بنفسه، وليكن بين الخوف والرجاء.

وهو يعرف نفسه هل ذكر الله ذات مرة خالياً ففاضت عيناه؟ إلى غير ذلك.

فالدلائل قائمة من نفسك ومن الناس، ويحاول المؤمن أن يطلب شهادة الناس عند الله؛ ليكونوا له شهداء عند الله عز وجل، فإن الله يستشهد كل قبيل على قبيلهم، ويستشهد كل جمع على من خالطهم ومن زايلهم، فليحرص المؤمن على أن يكون ذكره حسناً، وأن تكون شهادة المؤمنين مقبولة عند الحي القيوم.

وأما العلاج الذي يتفكر له الإنسان في الخلوات، فما هو إلا الدربة، وكلما خلا يحاول أن يتفكر وأن يتباكى إذا لم يبك، فمن تباكى له أجر من بكى، لأنه ليس كل إنسان يستطيع، وبعض الناس لشكيمته ولنفسه ولو أن فيه صلاحاً وخيراً لا يستطيع أن يبكي، فعليه أن يتباكى كما كان عمر رضي الله عنه، فقد رأى الرسول وأبا بكر يبكون فتباكى معهم.

فإذا لم يبك فليتباكى، وليتأمل بلا بكاء، فإن الله عز وجل لا يحرمه الثواب والأجر.

أيها الإخوة! هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم، ومن الأحاديث التي ينبغي أن يعيش المسلم في رياضها، وأن يحاول أن يدخل مع هؤلاء السبعة، أو يدخل مع المتطفلين، فإذا لم تكن مع الصادقين فادخل مع المتطفلين، فإن الله لا يرد ضيافة المتطفل.

نسأل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يجعلنا منهم، وأن يحشرنا في زمرتهم، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يسقينا من حوض نبيه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيراً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>