للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ذهاب الغيرة عند كثير من الناس]

السؤال

ماتت الغيرة في قلوب كثيرٍ من الناس، كان الناس إذا لم يكن عندهم دين عندهم غيرة، ولكن ذهب الدين والغيرة؟ ما رأيكم جزاكم الله خيراً؟

الجواب

أقول: ذهبت الغيرة من البعض، ولا زال الكثير فيهم غيرة، العرب في الجاهلية كان أحدهم يغار، ذكروا عن سيد الخزرج أنه لما تزوج امرأته أركبها على فرس، فلما وصل الفرس إلى بيته نحر الفرس، قالوا: لماذا؟ قال: لئلا يركب الفرس رجل آخر؛ لأن زوجتي ركبت عليه، ليته رأى، ليته أبصر، ليته عاين الخبر.

أعرابي التفت رجلٌ إلى زوجته فنظر إليها، قال: تنظر إلى زوجتي، ثم قال لزوجته: الحقي بأهلك، نظر فقط، قالت: وماذا فعلت؟ قال لها:

إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجتنب الأسود ورود ماءٍ إذا كن الكلاب ولغن فيه

لكن لو رأى الأعرابي هذا البدوي الجلف هذا الواقع، امرأة تخرج تداوم مداومة في السوق تمر، تحتسب على الخياطين، والهندوس، والسيخ، والبوذيين، ثم تمر على الباعة والموضات، ثم الحلاقين، ثم تعود بالخطايا مع الظهر كالجبال، وبالخطايا مع الغروب كالجبال، ثم تريد أن تنشئ بيتاً إسلامياً وأن تنشد السعادة، حرامٌ عليها السعادة حتى تتوب وتنهج منهج هذا الدين، وتعود إلى الله.

أين الغيرة، أين الآباء؟ أين الأبناء؟ أين الإخوان؟ يقول سعد بن عبادة سيد الخزرج: {يا رسول الله! إذا رأيت مع امرأتي رجلاً ماذا أفعل؟ قال عليه الصلاة والسلام: اذهب والتمس أربعة شهود وتعال بهم، قال: سبحان الله! أذهب وأجمع أربعة شهود وأتركها معه، والله لأقتلنه وإياها بالسيف غير مصفح -أي: إما بوجه السيف أو بقفاه- فتبسم صلى الله عليه وسلم، وقال: أتعجبون من غيرة سعد؟ والذي نفسي بيده، إني أغير من سعد وإن الله أغير مني} ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح: {إن الله يغار، وإن من غيرته أنه حرم الزنا}.

<<  <  ج:
ص:  >  >>