للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التفريق في المحبة بين الناس]

السؤال

هل نفهم من كلامك في المحاضرة -في درس (فن تأليف الأرواح) - أن نحب المسلمين جميعاً مستقيمهم وفاسقهم، سنيهم ومبتدعهم ولا نبغض أحداً منهم، وأنت تعلم أن منهج السلف الصالح أنهم يهجرون المبتدع والضال، فأخشى أن يُتخذ كلامك ذريعة للناس؟

الجواب

لا.

هناك أسس في الولاء والبراء عند أهل السنة والجماعة بينت في مناسبات ومحاضرات ودروس، وبينها أهل العلم في كتبهم.

فإن الولاء والبراء النسبي واردٌ، والحب والبغض النسبي وارد وقد تكلم عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو أن تحب الإنسان بقدر ما فيه من طاعة، وتبغضه بقدر ما فيه من معصية، وتحبه بقدر ما فيه من سنة وتبغضه بقدر ما فيه من بدعة وهكذا.

أما الحب المطلق العام الكامل فهذا لا يكون؛ لإنه ليس هناك أحدٌ كامل، لكن بقدر هذا وهذا فقد جعل الله لكل شيءٍ قدراً، فتهجر العاصي حتى يتوب من معصيته، كما فعل صلى الله عليه وسلم مع العصاة، وتهجر المبتدع حتى يتوب من بدعته، أما أن تهجر دائماً وتوالي وتحب دائماً وتترك أهل المعاصي وتجعلهم كالمؤمنين فهذا غير المنهج الذي بنيت عليه عقيدة السلف الصالح.

لكن الأمور الدنيوية -أيها الإخوة- التي يتذرع بها الناس في الهجران لا يحل لهم ذلك إلا ثلاثة أيام، ففي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا يحل لامرئٍ مسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام}.

<<  <  ج:
ص:  >  >>