للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اللين والرفق في تربية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة]

اللين والرفق:

أتى عليه الصلاة والسلام بمدرسة اللين والرفق: {ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه} يرسل الله عز وجل موسى وهارون إلى فرعون، فيقول لهما وهما في الطريق: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه:٤٤] اللين عجيب.

تخذني خليلاً أو تخذ لك صاحباً خليلاً فإني مبتغٍ صاحباً مثلي

عزيز المنال لا ينال مودتي من الناس إلا مسلم كامل العقل

ولا يلبث الأخدان أن يتفرقوا إذا لم يؤلف روح شكل إلى شكل

وقال ابن المبارك:

إذا صاحبت قوماً أهل ودٍ فكن لهم كذي الرحم الشفيق

ولا تأخذ بزلة كل قومٍ فتبقى في الزمان بلا رفيق

بسمةٌ وحنوٌ ومعانقةٌ وبشاشةٌ تشترى بها القلوب، دايل كارنيجي الأمريكي مؤلف دع القلق وابدأ الحياة ومؤلف كتاب كيف تكسب الأصدقاء أتى بأمور في الإسلام، لكن ما درى الخواجة العميل أن هذه الأمور في تربيتنا، فأتى بعض المربين من عندنا فنقلوا من كتابه ولم ينقلوا من صحيح البخاري ولا من صحيح مسلم.

سبحان الله! ما هذا الغباء؟! تأخذون من الأجنبي ولا تأخذون من الحبيب القريب عليه الصلاة والسلام حتى يقولون: كيف تكسب الأصدقاء؟ كما قال دايل كارنيجي في صفحة (٧٢) عليك أن تتبسم وأن تستمع لصديقك وأن تلين له جانبك لتكسبه صديقاً.

سبحان الله! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {تبسمك في وجه أخيك صدقة} ويقول عند الترمذي: {ألا أنبئكم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ قالوا: بلى، قال: أحاسنكم أخلاقاً} {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤] {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:١٥٩] {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:١٢٨].

<<  <  ج:
ص:  >  >>