للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اعتقاد العصمة في غير معصوم]

وهل بلية العالم الإسلامي إلا من مشايخ الطرقية القبوريين الدهريين, المعرضين عن الله, فيكور عمامة لا يحملها حمار, ومسبحة طولها متران, ثم يأتي فيتصدر المجالس بالجهل, وليس عنده من العلم شيء.

يقول عبد الله بن تيمية أحد علماء السنة -أخو شيخ الإسلام - يقول لأحدهم وقد تكلم يرد على ابن تيمية قال: اسكت والله لو أتيت لك بقصص من الخزعبلات, وأحاديث من صحيح البخاري وموضوعات، لما استطعت أن تفرق بين هذه وهذه!

ولذلك هم من أجهل الناس, ولا يفتحون باب الفتيا, ولا يدرسون, وإنما هي مواعظ عامة, ورقائق, وتخويفات, ومراسيم, ونشيد وتقبيل ورقص وأكل وشرب

وقالوا سكرنا بحب الإله وما أسكر القوم إلا القصع

يرقص أحدهم على الطبل والأغنية والنشيد ثم يقع مغمىً عليه, فتوقظه وتقول له: ما لك؟ قال: سكرت بحب الإله.

فيقول الشاعر:

وقالوا سكرنا بحب الإله وما أسكر القوم إلا القصع

أي: الثريد؛ لأنهم كما يقولون: من أكثر الناس أكلاً, وهم أكثر الناس فتكاً، إذا أكل يأكل ما يقارب أربعة أنفار, فاحذر أن تدعوه إلا أن تكون متهيئاً له, تراه يلبس مرقعاً ولكن يأكل ستة كيلو! فيقولون: هم مشهورون بهذا, ومشهورون بالرقص, ويقولون: إنهم لا يقومون الليل وإنما يتبعون الرقص، يرقص أحدهم ثلاث ساعات.

ومن نشيدهم في الرقص، يقول لـ ابن الفارض - في مجلس الرقص:

من لقلب حل جرعاء الحمى ضاع مني هل له رد علي

فاسألوا سكان وادي سنمٍ فهو ما بين كداء وكدي

وإذا الحسن همى فاسجد له فسجود الشكر فرضٌ يا أخي

ومع تعبداتهم الباطلة المحرفة التي تبلغ الزندقة، فيستتاب صاحبها, فإن تاب وإلا قتل, أنهم ينظرون إلى الأمرد والفتاة الجميلة, ويتفكرون فيهما! فإذا قلت لهم: لا تنظر, غض بصرك, قال: نتفكر في خلق الله!

قال تعالى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة:٣٠] وقال: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً} [التوبة:٣١] وهم من أكثر الناس جمعاً للأموال, والله عز وجل لما ذكر المنحرفين الذين يكنزون الذهب والفضة ذكر معهم الأحبار والرهبان؛ لأنهم من أكثر الناس جمعاً للأموال, يقول أحدهم: عندنا صدقة, وزكاة, وفقراء, ثم يجمع من الذهب والفضة ما الله به عليم، والعامة يعتقدون أنه معصوم.

يقول أحدهم وهو في بعض البلاد -وأنا لا أسميها- وقد جلس معه شباب فقال: من شيخكم؟ قالوا: فلان, فقال: حسبنا الله! هذا قبوري, قالوا: لا تسبه، فإنه يسمعك!! وبينهم وبين الشيخ خمسمائة ميل- قال: كيف يسمعني؟ قال: له أولياء, وهو يسمع ما نقول فيه وإذا حركنا أيدينا هنا رآها الشيخ هناك قال: ويقولون لنا: ألقوا العمائم, فيلقون العمائم في الجلسة, فيقال: كلٌ يرفع عمامته لأن الشيخ الآن يحضر تحت العمائم, ترفعون عمائمكم وبركة الشيخ تحل!

فأحد المشايخ -جزاه الله خيراً- وضع عمامته سريعاً, ثم كشفها وقالوا: ما لك؟ قال: أريد أن أرى الشيخ مباشرة, فقيل له: لا.

قم يا مبتدع, فأخرجوه من المسجد, سبحان الله! لقد أصبح هو المبتدع.

وهذا من اعتقاد العصمة في غير معصوم, فكلامه عندهم مثل القرآن, وعندهم في الحرم أوراد ترونها قبل صلاة المغرب، فتجده قبل أن يأكل التمر يخرج ورده, فإذا قلت له: اقرأ القرآن, قال: لا.

ورد الشيخ أفضل في هذه الساعة, وكلامه ملعثم، يقول: يا دهر الدهارير! يا حي يا حي يا حي! يا هو يا هو يا هو!! وهذا نباح كلاب, وصياح دجاج, وليس بذكر, هؤلاء جزاؤهم عند الشافعي أن يضربوا بالجريد والنعال ضرباً مبرحاً, حتى يعرف العقيدة الصحيحة, ويخرج من المسجد ويؤدب.

وهذه الكتب موجودة وتنشر نشراً عظيماً بين الجهلة، حتى إنه وجد بعض الجهلة الذين هم في الأصل سنة, يشترونها ويقرؤنها وما دروا ولا علموا لأن طلبة العلم مقصرون في تعليمهم, وفي تثقيفهم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>