للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تشويه جمال الإسلام]

الإسلام جميل, وبديع, ورائع, لكن هؤلاء الدراويش شوهوه -والله- وقبحوه حتى يظن المستعمر والخواجة والوثني والبلشفي الأحمر أن هذه صورة الدين.

أخبرنا بعض الإخوة أنه يعرض في القنوات على مستوى أمريكا صورة الإسلام, ويأتون بصور دراويش الصوفية , أتعلم ماذا يفعلون؟ يترك أحدهم ثوبه ستة أشهر لا يغتسل, حتى ينتثر القمل من على أذنيه, وإذا قلت له، قال: البذاذة من الإيمان، والتواضع، والدنيا فانية، ويتباكى بين يديك! ويصلي أحدهم في اليوم سبعمائة ركعة وهو ناعس, وإذا جاء الظهر صلّى وهو جالس.

يقول الخطابي -وقد ذكرت هذا كثيراً في كتاب العزلة -: أحدهم أخذ لاصقاً فوضعه على عينه اليسرى ثم أغلق عينه, فقيل له: ما لك؟ قال: إسراف أن أنظر إلى الدنيا بعينين, عجباً لهذا المتخلف! فالله تعالى يقول: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:٨ - ١٠] ويقول ابن الجوزي في كتابه صفة الصفوة: أحدهم يقول لتلاميذه: أين أنتم مني؟ والله! ما أكلت الرطب أربعين سنة! والرطب: البلح الذي يباع في الأسواق، الذي هو أحلى من العسل، وقد أكله محمد صلى الله عليه وسلم, وأكل العسل, واللحم، وهم لا يأكلون الرطب لأنهم جهلة, أي أنهم حرموا أشياء أباحها الله عز وجل: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد:٢٧] فهذا تشويه للإسلام.

ومنها: أنهم يأتون في أعياد الميلاد وبعد التراويح في رمضان, فيرقصون حلقاً في المسجد, فتسلط عليهم الكاميرات وتنقل لبلاد الكفار, فانظر شعور الأمريكي إذا نظر إلى هذا! وهو ممزق الثوب وهو يرقص مثل المجنون, وبعد ساعة يقع مرمياً على الأرض, ويرش بالماء, ويقول: هو هو هو!! حي حي حي!! فهل يحب بعدها أن يدخل الإسلام؟ وهل له رغبة أن يدخل في هذا الدين؟ وهل يفكر في يوم من الأيام أن يكون مثل هذا الإنسان؟

وفَد وفد من اليمن، فقالوا للإمام مالك: يا أبا عبد الله! عندنا قوم يرقصون ويغنون ثم يقعون ويغمى عليهم, ويقولون: هو من حب الله.

قال الإمام مالك: أصبيان هم؟ قالوا: لا.

قال: أمجانين هم؟ قالوا: لا.

قالوا: فضحك مالك! يعني أنه لم يجد جواباً, ثم قام إلى غرفته فقال تلاميذه لهؤلاء: حسبنا الله عليكم أضحكتم إمامنا ما ضحك من سنوات, كان الإمام مالك صاحب هيبة يتبسم فقط ولا يضحك, لكن أحوجه الأمر والحدث أن يضحك.

فهذا تشويه لجمال الإسلام, حتى إن بعضهم رفض أن يدخل في الدين عندما رأى هذه الصور.

وهؤلاء المبتدعة ليس عندهم باب الجهاد في كتبهم, حتى إن أبا حامد محمد بن محمد الطوسي الغزالي صاحب الإحياء ليس عنده كتاب الجهاد, وكلها مرابطة ومؤانسة ومكاشفة.

والفناء والشهود والحال والمقام، فلا يعرفون الجهاد, وبعضهم خذل عن الجهاد الأفغاني, يقولون: لا تجاهدوا الآن وجاهد قلبك.

اسمع معاني تفسير القرآن عندهم، قال: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه:٢٤] اذهب يا لساني إلى قلبي فقل: يا طاغية! إنك طغوت فعد إلى الله, فلساني موسى, وقلبي فرعون, فهذه هي الخرافة.

ومن معاني تفسيراتهم: آلم , قال: ألف: ألَّف الله محمداً فبعثه, ولام: لام الله المشركين, والميم: معاوية ما أنصف, فهم يشتركون مع بعض الفرق في بعض التفاسير.

ومنهم من يقول: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران:١٥٢] قال أحد علمائهم ومشايخهم وليس عنده علم: لا إله إلا الله -عندما قرأ الآية- أين الذي يريد الله؟! وذلك لأن الله يقول للصحابة: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} والذين يريدون الآخرة هم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام, لكن هذا الشيخ الضال يقول: ليس هناك من الصحابة من يريد الله, أما أنا فأعبد الله وحده، ولا أعبده للجنة.

ويقولون من ضمن مفترياتهم: نحن نعبد الله حباً له, ولا نطلب الجنة، حتى يقول أحدهم:

وحقك لو أدخلتني النار قلت للـ ذين بها قد كنت ممن أُحبه

وأفنيت جسمي في علوم كثيرة وما امنيتي إلا رضاه وقربه

أما قلتم من كان فينا مجاهداً سيحمد مثواه ويعذب شربه

يقول: يا ربِّ! لو أدخلتني النار فأنا أحبك، ولا أريد الجنة, وهذا يرد عليه بقوله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران:١٣٣] ويقول للصحابة: {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} [الفتح:٢٩] فالفضل الجنة, والرضوان رضوان الله.

فهذه العقائد والمعاني والأفعال من ضمن مفترياتهم التي شوهوا بها الإسلام.

والإسلام تشوه من اثنين:

١ - من جاحد.

٢ - ومن جامد.

فالجامد مثل بعض الناس تجده واقفاً على ما قبل ستين سنة, لا يتزحزح خطوة, تقول له: نريد أن نستفيد من هذه الوسائل لخدمة الدين, قال: هذا حرام.

يا شيخ! ما رأيك في التكلم في المكرفون حتى يستمع الناس وينتفعوا خارج المسجد؟

قال: في التكلم في المكرفونات نظر, لأن الذي صنعها كافر, وأخشى إذا دخل إلى المسجد أن يكون فيه شبهة.

والمسجل -يا شيخ- ما رأيك إذا سجلت المحاضرات وتنتقل الأشرطة للملايين والآلاف؟

قال: الشريط صنعه كافر والمسجل كذلك, والصحابة منهم أبو بكر وعمر ما كانوا يسجلون محاضراتهم قلنا: اكتشفت الآن.

قال: الأحوط تركها.

فهذا جامد دائماً, وإلا فلو أخذناه بالقياس لقلنا: لا تركب السيارة؛ فإن عمر ما ركب السيارة, ولا تكتب بالقلم, فالقلم ما كان عند الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا تلبس النظارة لأن الذي صنع النظارة ياباني، وهو كافر لا يصلي, ثم قس على ذلك من الأمور الكثيرة.

والجاحد: رجل تربى في بلاد الإسلام ثم جحد عقيدته فأخذ يسب الدين, فهو عربي ويصلي ويصوم ويعتمر ويحج لكن في قلبه ظغينة على الإسلام, لأن الإسلام عنده ظاهر, ولكنه ماركة مسجلة من لينين واستالين أي: جاء متعوباً عليه من هناك, ظاهره مسلم ولكن باطنه -والعياذ بالله- زنديق.

<<  <  ج:
ص:  >  >>