للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تحدي الله سبحانه وتعالى بهذا القرآن للعرب]

إذاً: الله أعلم بمراده، ولكن من مقاصد هذه الحروف: يا أمة الفصاحة! يا أمة الضاد! يا من أصدع خطباؤها آذان الدنيا! ويا من أسمع خطباؤهم منابر التاريخ! تعالوا وانسجوا مثل هذا القرآن: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء:٨٨] فلو أتى مليون كاتب ومليون مملٍ ومسطر وصحفي على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله.

وقد تحداهم الله بمثل القرآن فلم يستطيعوا، وتحداهم بعشر سور فلم يستطيعوا، وتحداهم بسورة من مثله فلم يستطيعوا ولذلك أعلنوا إخفاقهم وفشلهم، فبدأ الله يتحداهم في أول كل سورة، يقول: {حم} {نْ} فهو يتحداهم بهذه الحروف، هذه حروفكم التي تتكلمون بها، لكن اسمعوا بعدها وأتوا بمثلها.

وإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال

فلم يستطيعوا، ولذلك بهتوا فمعجزته عليه الصلاة والسلام في القرآن، يقول أحمد شوقي:

آياته كلما طال المدى جدد يزينهن جمال العتق والقدم

ويقول غيره:

أتى على سفر التوراة فانهدمت فلم يفدها زمان السبق والقدم

ولم تقم منه للإنجيل قائمة كأنه الطيف زار الجفن في الحلم

وقال: بعض الخرافيين: ينتهي العالم عام (١٤٠٠هـ) حسبوا الحروف في القرآن، وأعطوا كل حرف رقماً حسابياً، وإعطاء الحروف رقماً حسابياً موجود في حساب العرب، ونسب إلى بعض العلماء أنه قال: إذا أتى (١٤٠٠هـ) ولم تقم القيامة فأحرقوا كتبي.

فأتى (١٤٠٠) ونحن الآن في (١٤٠٩هـ)! وبعضهم يقول: يؤلف منها وينتهي العالم عام (١٤٠٠هـ) وأتى (١٤٠٠هـ) وما انتهى العالم، وكان اليهود في بني قريظة وبني قينقاع يجمعونها في القرآن ويحسبون متى تقوم القيامة ومتى عمر الأمة، ولكن ما استطاعوا أن يحسبوا ولا ينسبوا.

أما مقاصدها: فهي تدل على إعجاز هذا الكتاب العظيم، فسبحان من أنزله!

<<  <  ج:
ص:  >  >>