للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من جمع بين الخلق والدين سهلت محبته]

السؤال

ذكرت في أثناء المحاضرة أن من أحبه الله أحبه الناس، ولكن نجد في عالمنا المعاصر أناساً -أشراراً- وهو محبوبون من كثير من الناس المسلمين، ونجد أخياراً وهم مكروهون من قبل المسلمين، فكيف يكون ذلك؟

الجواب

الذي قاله الأخ الكريم مخالف للنقل والعقل والحس والعادة، والدليل على ذلك من النقل ما سمعتم من المحاضرة، وأما من العقل فإنا نقول: يستحيل ذلك، فإن الناس كما يقول ابن تيمية في المجلد الأول من الفتاوى: إنما يحب بعضهم بعضاً على منافع، ثم قال: من استغنيت عنه فأنت نظيره، ومن احتاج إليك فأنت أميره، ومن احتجت إليه فأنت أسيره.

هذه مثل كلمة الخليل بن أحمد تحتاج إلى حفظ وشرح، يقول الخليل بن أحمد: الناس أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فاسألوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذاك غافل فنبهوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري، فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذاك أحمق فاتركوه.

إنما المقصود هنا: أنا أقول للأخ: من أين حصلت لنا على هذه الوثائق والبراهين والأدلة؟ لعلك رأيت نماذج، لكن أقول: على خلاف ما ظننته وزعمت حفظك الله، يعني: من جلوسي في هذا المكان نتكلم عن هذه القضية.

فهي ليست عداوة فحسب، لكن الوثائق التي ذكرها الأخ ليس عنده أدلة وبراهين على ما قال، نقول: إن سبب حب الأشرار من بعض الناس من المسلمين لمصالح، ولذلك جعل الحب في الله أن تحبه ليس إلا لله، واجتمعا في الله وافترقا عليه لله، وأما كره بعض الصالحين فلأسباب، فإنه قد يوجد سبب عند بعض الصالحين تكرههم من أجله حتى إن كان من الأخيار، مثل بعض الناس خيِّر يقوم الليل، ويصوم النهار، ويصلي ركعتي الضحى، ويقرأ القرآن، ويتوجه إلى الله، لكن فيه شراسة تقطع الحبال، أي: إذا نظرت إليه تقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وإذا تكلمت معه ما يمكن، حتى وجد في تاريخ الإسلام تراجم لبعض العلماء ما كان إلا بالضرب، العصا جاهزة، ولذلك تجد من بعض طلابهم والصالحين كراهية لهم لهذا السبب، وتجد في بعض الأشرار دواعٍ وأسباباً مع فجوره تحببه لهذا مثل ماذا؟ مثل: أنه خلوق يستقبلك بابتسامة وبمعانقة وبحرارة، فيحبه حباً وقتياً لمنفعة خاصة.

إذاً قد بطل السؤال من أوله إلى آخره والحمد لله وأصبح {قَاعاً صَفْصَفاً * لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً} [طه:١٠٦ - ١٠٧].

<<  <  ج:
ص:  >  >>