للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[لماذا يكرهون الفاروق؟!]

السؤال

لماذا يحقد كثير من غير المسلمين على عمر؟

الجواب

يحقدون على عمر؛ لأنه الذي نكسهم من على عروشهم؛ ولأن جيوشه دكدكت امبراطورية الخيانة والعمالة، إمبراطورية فارس وإمبراطورية الروم.

لأن الذي قاد الخونة والمستبدين كالشياه من على منابر الظلم والعدوان وأنزلهم هو عمر.

لأن الذي فضح سيرة المجرمين في الشرق والغرب هو عمر، ولأنه الذي أسس منبر العدالة ومنبر التآخي ومنبر التحدث بالوعي والفهم والعدل وكرامة الإنسان وحقوق الإنسان، هو عمر.

لأن الذي أعطى للإنسان قيمته هو عمر، فلذلك يكرهون عمر، ولو أتيت لهم بدرويش ربما أحبوه، لكن هذا العظيم الذي أدخل الضعف في قلوبهم وطاردهم بجيوشه حتى تكلم مع الناس، وناقش أمور الناس، وأعطى حقوق الناس.

عمر يقول: [[والله لو عثرت بغلة على ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة لم لم تصلح لها الطريق؟]].

أتظن أن سيرة العظماء تذهب سدى.

يقول صاحب " دع القلق وابدأ الحياة ": " كن عصياً على النقد، ثم يقول: قيمتك نقدك، ونقدك يساوي قيمتك ", ويقول الشاعر العربي:

إن العرانين تلقاها محسدة ولا ترى للئام الناس حسادا

على ماذا يحسد اللئيم الدرويش؟

على ماذا يحسد الضائع المنفلت من حبل الله؟

يقول أحد المحسودين:

وشكوت من ظلم الوشاة ولم تجد ذا سؤددٍ إلا أصيب بحسد

لا زلت يا سبط الكرام محسداً والتافه المسكين غير محسد

ويقول أبو تمام:

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب نفح العود

نعم، الفرنجة والصليبيون والمسيحيون والزنادقة والمرتزقة يكرهون عمر، لأن سيرة عمر فضيحة على رءوسهم، وقنبلة ذرية تفضح مخططاتهم، وتكرارها وإعادتها فضيحة لكفرة الشرق والغرب فيحقدون على عمر رضي الله عنه وأرضاه، يقول الشاعر:

إذا محاسني اللاتي أدل بها كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر

إذا كان العدل ذنب عمر، والحرية ذنب عمر، والإيمان ذنب عمر، وفتح الدنيا ذنب عمر، فكيف نعتذر لـ عمر؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>