للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العبادة هي الطريق إلى الله]

إذاً: نتفق جميعاً كما اتفق أهل العلم أن أعظم الطرق إليه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى طريق العبادة، ويوم يمدح الله تبارك وتعالى أنبياءه ورسله يقول: {وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء:٧٣] ويقول عن زكريا لما أصلح له زوجه: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:٩٠] ولما أراد أن يشرف رسوله عليه الصلاة والسلام, ما قال له أيها الهاشمي! ولا قال له: يا أبا القاسم! ولا قال: أيها الرسول! ولا قال: أيها النبي إلا في مواطن، لكن في مواطن التشريف كالإسراء قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء:١] وفي موقف الإنذار قال: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} [الجن:١٩] وفي موقف إبلاغ القرآن إليه قال: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [الفرقان:١ - ٢].

<<  <  ج:
ص:  >  >>