للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

معرفة أن الصراع بين الإسلام والكفر ما زال مستمراً

السادسة عشرة من الثمرات: عادت لنا حقيقة الصراع الذي يواجه هذا الدين، ومن يقول: إن الإسلام انتهى من الصراع فما صدق, بل لا بد للإسلام أن يصارع, ويصارع حتى نلقى الله عز وجل: {كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان:٣١] وقال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:٢٥١] فلا يتوهم متوهم ذلك.

وقد سمعت مقالة لأحد الناس يقول: نحن في عصر حرية الرأي وكلام يشبه هذا، وعصر الإخاء الإنساني الذي يجب أن يزال وينزع فيه السلاح وتتهادن الشعوب، وقضية العداء الديني نزيله من أذهان الناس وهذا الكلام مخالف لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، سبحان الله! وأي إخاء إنساني؟! وماذا يربطك بالكافر؟! قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة:٢٢] فلا مودة ولا إخاء إنساني، فأخونا من اقترب معنا في إخاء لا إله إلا الله, قال تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:٥٤] هذا هو أخونا وحبيبنا وبلده بلدنا:

وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطانِ

في الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـ الرقمتين وبـ الفسطاط جيرانِ

أما إخاء يدخل أبا لهب وأبا جهل في الإسلام فلا نريده أبداً، فـ بلال لما قال: لا إله إلا الله وسلمان الفارسي لما قال: لبيك اللهم لبيك، وصهيب الرومي لما أقبل يقول: الله أكبر الله أكبر أدخله صلى الله عليه وسلم تحت مظلة إياك نعبد وإياك نستعين ودخلوا الجنة.

فلما جاء أبو طالب القرشي وأبو لهب القرشي والوليد بن المغيرة القرشي وكفروا بلا إله إلا الله دخلوا النار.

إذاً: هذه المقولة ليست صحيحة، وقضية مسالمة الكافر ليست بواردة, بل لا بد من الجهاد حتى تنتصر لا إله إلا الله كما قال صلى الله عليه وسلم: {جاهدوا المشركين بأموالكم وألسنتكم وقلوبكم} أو كما قال صلى الله عليه وسلم، القلم يجاهد، واللسان يجاهد، والسلاح يجاهد؛ لتنتصر لا إله إلا الله؛ لأن المستعمر صار دخيلاً في الأرض ليس له حق البقاء، أي كافر سواء الصليبي أو اليهودي أو الشيوعي أو القومي أو البعثي؛ ليس له حق البقاء في الأرض، بل البقاء للا إله إلا الله محمد رسول الله فقط -فيا أيها الإخوة- لا بد من الصراع حقيقة، ليل ونهار, رشد وضلال, حق وباطل من سنن الله في الكون، ولو كان الحق لا توجد عقبة في طريقه لاهتدى الناس جميعاً ولما عرف الصادق من الكاذب، ولكن أبى الله إلا أن يميز أولياءه من أعدائه.

فيا أيها الإخوة الكرام! هذه من ثمرات النصر التي وقفنا عليها وشاهدناها وعشناها ونسأل الله أن ينعم علينا وعلى الأمة الإسلامية بنصر خالد تعود فيه بلادنا إلينا وتحكم فيه شريعته في الأرض كلها وتنتصر لا إله إلا الله ويزاح الباطل, ونسأله سُبحَانَهُ وَتَعَالى أن يرزقنا وإياكم الشهادة في سبيله، وأن يمنحنا موتةً على منهج رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يسقينا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبداً، وأن يحشرنا في زمرته، وأن يجعلنا من أتباع دينه، وأنه إذا أراد بقوم فتنة أن يقبضنا إليه غير مفتونين ولا مفرطين ولا ضالين ولا مضلين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>