للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[لا بد من الاعتراف بالتقصير]

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، قيماً لينذر بأساً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً، ما كثين فيه أبداً.

الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.

الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير.

والصلاة والسلام على أشرف هادي، خيرة الحواضر والبوادي، وأفصح من تكلم في النوادي، وأكرم من الغوادي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أمَّا بَعْد

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، جئت الليلة فقيراً أتكلم إلى فقراء، ومسكيناً أتكلم إلى مساكين، فإن كنا قبلنا بعد هذا الدعاء فهنيئاً لنا ومريئاً لنا وبشرى، وإن كنا طردنا من عند الأبواب فإننا نقف نادمين خاشعين باكين، يقول عمر بن عبد العزيز للناس: [[والله إني لآمركم بتقوى الله، ولا أعلم أحداً أكثر ذنوباً مني]] , ويقول ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: [[والله الذي لا إله إلا هو، لو علمتم بما عندي من الذنوب لحثوتم على رأسي التراب]].

ويقول عمر رضي الله عنه: [[يا ليتني كنت شجرة فأعضد، يا ليتني ما توليت الخلافة، يا ليتني ما عرفت الحياة]].

إنها والله حياة مضنية وشاقة ومكلفة إلا لمن عمل صالحاً قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:٦٢] وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء:١٠١ - ١٠٣] , وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت:٣٠ - ٣١].

<<  <  ج:
ص:  >  >>