للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[شاب يعود إلى المعاصي بعد رمضان]

السؤال

أنا شاب مسرف على نفسي بالمعاصي، ولكن إذا دخل رمضان قلَّت هذه المعاصي، وما إن يخرج رمضان إلا وأعود إلى ما كنت عليه، وإني في هذا الشهر أحس بذلك، فما تنصحني أن أفعل في هذا الشهر وفي غيره؟

الجواب

الحمد لله، هذا الأخ السائل يظهر عليه الخير من سؤاله، أثابه الله وأجزل مثوبته، أما بالنسبة لحالته فهذه تسمى الفترة بعد الشرة، أو تسمى الإقبال والإدبار، ولا يسلم منها أحد، وقد صح عن بعض السلف أنه قال: إن للنفوس إقبالاً ولها إدباراً، فاغتنموها عند إقبالها وذروها عند إدبارها.

وبعض السلف يقول: إذا أقبلت أنفسكم فأكثروا من النوافل، وإذا أدبرت فألزموها الفرائض، فوصيتي لأخي أن يلزم نفسه إذا أدبرت وكلت وملت بالفرائض، فلا يخدش باب الفرائض، ولا يسيء بأي إساءة إلى الفرائض، ولتبق الفرائض آخر خط دفاع له، وإذا أقبلت نفسه أن يتزود بالنوافل وأن يكثر من الذكر وتلاوة القرآن.

وللفتور أسباب: منها توالي المعاصي

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها

فالمعاصي على المعاصي {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة:١٣].

الأمر الثاني: رفقة السوء؛ وما أدراك ما عصابة السوء! عصابة تجمعت للصد عن سبيل الله، وللوقوف في طرق رسول الله وأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، عصابة وشلة أخرجت الناس من المساجد إلى السجون، وأخرجتهم من الصلوات والذكر والتلاوة إلى المخدرات والسيئات والفواحش والمنكرات، عصابة حببت المجلة الخليعة وجعلتها مكان القرآن، عصابة أتت بشباب الإسلام لتسمعهم الأغنية بدلاً من سماع التلاوة (السماع الشرعي) فوصيتي لأخي أن يتقي الله، وأن يصدق النية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:٦٩] وأن يواصل الطاعة بالطاعة، وأن يزور الأخيار ويجتنب الأشرار وأن يتدبر القرآن، وأن يزور المقابر ويذكر الموت، نسأل الله أن يحفظنا وإياه من كل سوء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>