للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قول: (لقيته صدفة)]

ثم من كلامهم المشهور والمتداول بين الناس " لقيته صدفة ": وهل الصدفة واردة؟ لا.

ليس في خلق الله صدفة! قال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر:٤٩ - ٥٠] وقال سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:٢٢].

وكل شيء بقضاء وقدر والليالي عبر أي عبر

قال الحسن البصري لتلاميذه: [[والله لَوَضْعُ يدي هذه اليمني في اليسرى بقضاء وقدر من الله، ومن لم يؤمن بالقضاء والقدر فقد كفر]].

وقال عليه الصلاة والسلام في أركان الإيمان الستة: {وأن تؤمن بالقضاء والقدر حلوه ومره خيره وشره} وعند مسلم في الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام: {احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا؛ ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل} ومن أنكر القضاء والقدر فقد كفر، لأنه يقصد به أنه ليس لله سابق علم، وكأن الله لم يقدر في قوله أن نلتقي، بل يقول: بينما أنا في المطار لقيني صدفة! لا.

بل لقيك بقضاء وقدر؛ بل قل: قدَّر الله أن يلقاني.

وقول: (ودخلت الفصل؛ فرأيت الأستاذ صدفة) والصدفة مدخل للشيوعية؛ فإنهم دخلوا بثلاث مداخل: دخلوا بـ (لا إله والحياة مادة) وهي التي أسس عليها ماركس كتابه في الشيوعية ونحن نقول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

وقبل ثلاثة أشهر كانت هناك مقالة في مجلة الدعوة أن جرباتشوف وأمثاله يعلنون خسارة الشيوعية في العالم، وأن الإلحاد كذبة، وأنه ثقافة، وأنه ليس بصحيح؛ ولذلك عزل ستة وزراء من وزرائه، ولا يريد أن يدخل في التوحيد والإيمان؛ ولكنه يقول: هذا النظام الذي قام على الإلحاد ليس بصحيح، بل هناك قوه فاعلة في العالم يسمونها (الطبيعة) ويسميها ابن سينا (العقل الفعال) ونسميها نحن (الله الذي لا إله إلا هو الذي يملك الضر والنفع، الذي بيده كل شيء) وقتل الشباب في بكين من أسبابه هذه النظرية اللعينة الخاطئة.

ودخلوا كذلك بمدخل (الصدفة) وقالوا: الكون ليس له قضاء وقدر والكون كذا، فأنت تدخل الفصل بلا قضاء ولا قدر، وتأكل بلا قضاء ولا قدر؟

ودخلوا كذلك بمدخل (الطبيعة) وقالوا: "الطبيعة تسير الأحداث" البكتيريا تأتي بالدود، وتأتي بالطيور، وتأتى بالحشرات.

فنقول: كذبتم! بديع السموات والأرض وحده لا شريك له.

وهذه المسائل التي أحببت التنبيه عليها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>