للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المحافظة على الوضوء]

ومن حفظ الله أن تحافظ على الوضوء، فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن} فتكون دائماً متوضئاً متطهراً ليحفظك الله من شياطين الإنس والجن، تذهب إلى العمل وأنت متوضئ، وتجلس على مكتبك وأنت متوضئ، في الفصل وفي السيارة وفي الطيارة، ويعجب ربك للعبد يتوضأ لا يعلم بطهارته إلا هو.

من الذي يعلم أن من الناس من يدخل المسجد ليصلي وهو جنب؟! ويظن الناس أنه طاهر، لكن علام الغيوب يعلم، ولذلك قال بعض العلماء: الوضوء سر بين العبد وبين الله.

قال عقبة بن عامر الجهني -والحديث عند أحمد في المسند -: روحت إبلي وذهبت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يحدث الصحابة في مسجده وقد فات عقبة شيء من الحديث، قال: فجلست بجانب عمر بن الخطاب، فسمعت الرسول عليه الصلاة والسلام في أثناء حديثه يقول: {من قال: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبيا كان على الله حق أن يرضيه} فقلت: ما أحسن هذا! فالتفت إلي عمر، وقال: التي قبلها أحسن منها، قال: فسكت، فلما انتهى المجلس سلمت على عمر، وقلت: ما هي التي قبلها وهي أحسن منها؟ قال: أما كنت معنا هذه الليلة؟ قلت: لا، روحت إبلي وتأخرت، فما حضرت إلا الآن.

قال: يقول عليه الصلاة والسلام: {من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء} وهذا الحديث في البخاري، وزاد الترمذي: {اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين}.

فقل لـ بلال العزم إن كنت صادقاً أرحنا بها إن كنت حقاً مصلياً

توضأ بماء التوبة اليوم مخلصاً به ترق أبواب الجنان الثمانيا

<<  <  ج:
ص:  >  >>