للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كثرة المطعومات والمشروبات في رمضان]

ومن الظواهر في رمضان -أيها المسلمون- كثرة المطعومات والمشروبات، وهذا يخالف سر الصيام وهو التخفف من المطعومات، لكن بعض الناس يحسب الفطور والغداء والعشاء ثم يقضيه مرة واحدة، فيهيئ حتى تصبح بعض البيوت كأن فيها حرائق، يبدأ الطباخون والطباخات، والعجانون والعجانات، والفرامون والفرامات، الأحياء منهم والأموات، يبدءون بعد صلاة الظهر، هذا للإفطار، وبعضهم يبدأ من ضحى ليكون كمن أهدى بدنة في الساعة الأولى، فتجد البيت في حالة استنفار وطوارئ، ثم تعرض السفر، وهذا من الخطأ، فهذا الشخص في رمضان لم يتغير كثيراً، والإسراف الذي تعيشه الأمة ليس برشد، ولم يأخذوه من الكتاب والسنة.

توضع السفر فتوضع فيها أنواع الأطعمة والأشربة، وأنواع المأكولات وما هب ودب، وما تعرف اسمه وما لا تعرف اسمه، وهذا فيه ثلاثة محاذير:

أولاً: إغضاب لله لأن فيه تبذيراً، وقد وجد أن ما يرمى من الأكل في الزبالات والقمامات والمجامع العامة أكثر مما يؤكل.

الثاني: أن فيه إرهاق لأهل البيت، فالمرأة المسلمة تريد الخير مثلما تريد أنت، أما أن تحولها إلى مباشرة وطباخة في رمضان، لا تقرأ ولا تسبح، ولا تستغفر وتبقى من صلاة الظهر وهي عند الفرن، فهذه ليست بحياة، وهذه ليس فيها عبادة، كل يوم تبقى المرأة في مطبخها حول إنائها وقدرها وصحنها، هذا ليس بصحيح وليس منهجاً إسلامياً، فلو اكتفى بالقليل من الطعام لكان أحسن.

الثالث: أن فيه كذلك اشغال للنفس عن مطلوبها وهو الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فلذا نحث المسلمين على أن يبدءوا من الآن، فيرشدوا النفقات، وأن يكتفوا بنوعين أو ثلاثة أو أربعة إذا زادوا، أما عشرون صنفاً وثلاثون وأربعون فهذا خطأ، وهذا لا يفعله حتى الكفار، وليس عندهم هذه الأصناف، فهذا تبذير وإسراف وإرهاق للأسر وإتعاب للبيوت وعليك -أيها المسلم- أن تريح أهلك فإنك راع ومسئول عن رعيتك، أما هذا الإجهاد والإرهاق، والتبذير فلا يرضي الله تبارك وتعالى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>