للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ديار المؤمنين في الجنة]

{وأما الدار التي دخلت أولاً فدار عامة المؤمنين} ولعلها الجنة نسأل الله الجنة، وأما الدار الأخرى فدار الشهداء، والشهداء أرفع من الصالحين، ثم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وبعضهم يبلغ درجات الشهداء بصدقه وعبادته وإخلاصه وبذله وعطائه، وأنا جبريل وهذا ميكائيل، وكأن المتكلم جبريل عليه السلام وهو حبيب رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهو الذي يتنزل عليه بالوحي، وهو الذي يدارسه القرآن في رمضان، حتى اليهود غضبوا على الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لما علموا أن جبريل هو المتكفل بنزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم.

{قال: ثم قالا لي: ارفع رأسك؟ فرفعت؛ فإذا كهيئة السحاب، فقالا لي: وتلك دارك} دار الرسول صلى الله عليه وسلم مثل السحابة البيضاء تمشي في سماء الجنة، وكأنها الدرجة العالية أو الوسيلة، بل قيل: إن الوسيلة هي المقام المحمود، الشفاعة وهي الوسيلة إلى الله.

وقيل: الدرجة العالية الرفيعة، هذا السكن الذي يمشي في سماء الجنة، فهو يدور على الغرف، وعلى البساتين، والحدائق كالسحابة والربابة البيضاء، في نعيم ما خطر على قلب بشر، ولا رأته عين، ولا سمعت به أذن، فكيف يقارن بين نعيم الجنة ونعيم الدنيا؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.

{فقلت لهما: دعاني أدخل داري} اتركاني أدخل هذه الدار، فما دامت هي داري فاتركاني أدخل الدار {فقالا لي: إنه قد بقي لك عمر لم تستكمله} بقي لك في الدنيا سنوات، فلو استكملته دخلت دارك، ثم استيقظ عليه الصلاة والسلام، هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأحمد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه وأرضاه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>