للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[واجبنا تجاه الأمة]

السؤال

ما واجبي تجاه هذه الأمة المحمدية؟

الجواب

أشكرك شكراً جزيلاً، وأشكر من يحمل همَّ أمة الرسول عليه الصلاة والسلام، فبعضهم قلبه يغلي ووجهه يتمعر من أجل لا إله إلا الله محمد رسول الله، يحمل همَّ الإسلام يحب الله ورسوله، يقول أحد الشعراء -ولقد أعجبني قوله:

إذا كان حُبَّ الهائمين من الورى بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا

فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى

يقول: كثير من الناس يحب سلمى وليلى، ويتغنى بها ويحب الوله والمجون والطرب، ولكن ما بالكم بإنسان سرى قلبه، وعبر السماوات العلى إلى سدرة المنتهى، إلى الذي على العرش استوى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة:١٦٥].

واجبك تجاه الأمة:

أولاً: أن تقرأ دفترك أنت، خصائصك وشخصيتك وما هو استعدادك؟ أخلقك الله باذلاً منفقاً، أو خطيباً أو مصلحاً، أو آمراً بالمعروف أو ناهياً عن المنكر، أو معلماً، أو مهندساً، أو طبيباً، أو فلاحاً، أو تاجراً، أو جنديا؟ أنت اقرأ نفسك: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:٦٠] كل ميسرٌ لما خلق له، والله يوزّع المناقب على الناس كما يوزع المثالب، فأنت قدم للإسلام ما تستطيع، ولا يشترط أن نكونَ كلنا خطباء أو مفتين، أو شعراء إنما أنت بما أعطاك الله عز وجل انصر هذا الدين.

والحقيقة أنني إن أنسى فلا أنسى الأسبوع الماضي أنني حملتكم أمانتين:

الأولى: أن يأتي كلُّ واحد منكم بواحد.

والثانية: أن يوزع من ليلته شريطاً ينفع الله به، ولا يوزعه على أمثالكم وأضرابكم من أهل الخير، ولكن يوزعه على من يحتاجه ومن يريد أن يستفيد منه ممن لا يحضر أو لا يستمع الشريط الإسلامي.

وأنا أعلم أن (٥٠%) من الحضور في تلك الجلسة نسي الوصيةَ قبل أن يقوم، ونصف النصف نسيها عند الأبواب، ونصف النصف الآخر قبل أن يركب السيارات، ونصف النصف المتبقي قبل أن يصبحوا، وما أدري هل بقي (٢%) أو (٣%) أتى بأخٍ معه بسيارته؟ وسوف تأتي معنا أزمة نقل الناس إلى المسجد وقد كتبها بعض الإخوة في رسائل.

الأمر الثاني: أظن قليلاً من فعل ذلك، فبحسب ما سألت الإخوة حتى المتحمسين قلت: هل سمعت؟ قال: نعم.

قلت: وهل فعلت؟ قال: لا، وأستغفر الله.

فهذا حال هؤلاء فكيف بغيرهم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>