للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ضعف حديث: (امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار)]

السؤال

ما مدى صحة هذا الحديث: {امرؤ القيس يجر لواء الشعراء في النار}؟

الجواب

هو بلفظ: {امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار} ولكن لا يصح هذا الحديث، وليس بثابت عنه عليه الصلاة والسلام، وامرؤ القيس مات كافراً مشركاً، وقد كان ابن ملك من ملوك كندة، وكانوا يسكنون نجد، وهو شاعر يسمى (أمير الشعراء) في الجاهلية، وكان شعره جميلاً، ومن شعره:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لاحقان بقيصرا

فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا

وذهب إلى ملك الروم ليستنجد به على من قتل أباه في نجد، فلما ذهب إلى ملك الروم أوشت الحاشية بـ امرئ القيس عند الملك وأوغروا عليه صدره، فأهدى له حلة -بدلة من حرير- وديباج مسمومة سماً، فلبسها ففشا في جسمه المرض، ونزل في أنقرة عاصمة تركيا ولما أتاه الموت انتفخ جسمه، فقال:

كم خطبة مسحنفرة وطعنة مثعنجرة

وجفنة متحيرة حلت بأرض أنقرة

أو كما قال.

ثم قال بيتين يبكي نفسه ينظر لحمامة في النخل في أنقرة:

أجارتنا إنا مقيمان هاهنا وكل غريب للغريب نسيب

ولكنه ذهب مشركاً ورحل إلى حيث ألقت رحلها أم قعشم، وكان الصحابة يستلذون شعره كثيراً، وكانوا يختلفون أيهما أشعر، فيقال: إن علياً رضي الله عنه قال: أشعر الناس امرؤ القيس إذا شرب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا طرب، وفلان إذا ركب، ويقول عمر: بل أشعر الناس من يقول: ومن ومن ومن، يقصد به زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي الذي يقول:

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

ومن كان ذا فضلٍ فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم

<<  <  ج:
ص:  >  >>