للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[افتتاح سورة الفاتحة]

بسم الله الرحمن الرحيم، ونبدأ بسورة الفاتحة.

سورة الفاتحة الكافية تكفي عن غيرها ولا يكفي غيرها عنها.

سورة الفاتحة شافية تشفي من الأمراض والهواجس والخطرات.

سورة الفاتحة راقية يسترقى بها من الأوجاع والأمراض ومرض الصرع والجنون.

سورة الفاتحة أم الكتاب فهي تقود الكتاب وهي ملخص القرآن.

سورة الفاتحة السبع المثاني، ثني فيها القرآن.

سورة الفاتحة موجزة للقرآن في سبع آيات.

ولذلك ذكر ابن القيم في مدارج السالكين عن شيخ الإسلام ابن تيمية: أنه كان إذا صلى الفجر مكث في مجلسه يقرأ الفاتحة ويرددها حتى طلوع الشمس أو ارتفاع النهار.

قالوا: "ما لك إلا الفاتحة؟ "

قال: "إن الله أنزل أربعة كتب: الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن فجمعها في المفصل وجمع المفصل في الفاتحة، وجمع حكمتها في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] ".

ابن تيمية تجده بدأ من القرآن فجدد في المعتقد وفي الأدب والسلوك والأخلاق، ولذلك لما دخل الإسكندرية اجتمع أهل الإسكندرية لقتله، لماذا؟

لأن أكثرهم مبتدعة، وأشاعرة وصوفية، ومتخلفة، يريدون قتله.

فقال له أحد زملائه: يـ ابن تيمية امكث في هذا المسجد ولا تخرج.

قال: ولم؟ قال: هؤلاء جميعاً يريدون قتلك؛ فتبسم ثم نفخ في يده -هذا في سيرة ابن عبد الهادي - وقال: "والله ما يعادلون عندي ذباباً كلهم! " فدخل المسجد فاجتمع عليه الناس فلما رآهم قام بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب يشرح: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] يتهدر كالسيل.

فمدرسة ابن تيمية مدرسة القرآن، ولذلك كان يعيش مع الفاتحة من الصباح إلى ارتفاع النهار، فأنا أوصي نفسي وإياكم بترديد الفاتحة، وبالعيش مع الفاتحة.

إن كثيراً من الهموم والغموم والاكتئاب والمرض النفسي ما كان ينبغي له أن يوجد في بلاد الإسلام، وهذا الاكتئاب والقلق والمرض عند الخواجات، ونحن نشافي الناس بكتاب الله، فنحن نعالج الناس، ونصدر لهم ولا نستورد.

ولذلك وجد في شباب الإسلام من ذهب إلى مستشفيات الغرب يقولون: مصروع، مجنون، عنده اكتئاب.

فعندك القرآن والدواء فلا تطلبه من غيرك لأنك أنت صاحب الدواء وتوزعه على الناس.

<<  <  ج:
ص:  >  >>