للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المخطط الأول: إسقاط الخلافة]

كانت الخلافة العثمانية تبسط سلطانها على العالم الإسلامي, وهي آخر خلافة حكمت العالم الإسلامي, وكان المسلمون -على رغم ما في هذه الخلافة من ملاحظات أو من نقص- كانوا مجتمعين في الجملة، فالبلد واحد، ولم تكن هناك حدود ولا جوازات ولا أنظمة؛ تحول بين المسلم وبين أخيه المسلم في إقليميات ضيقة، وقطع من الأراضي ممزقة، بل كان العالم الإسلامي واحداً، فسعى العالم الغربي والاستعمار لضرب هذه الخلافة؛ ولذلك يقولون: لما ابتدأت المفاوضات، وأستأذنكم في الاستطراد، فإن عندي تقريرات مكتوبة.

وسوف أعلن لكم أسماء الكتب والصفحات حتى تكونوا على بينة مما يكتب ومما ينشر.

يقول: دخلت الجيوش الإنجليزية واليونانية, والإيطالية والفرنسية, أراضي الدولة العثمانية, وسيطرت على جميع أراضيها ومنها العاصمة اسطنبول، ولما ابتدأت مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد صلح بين المتحاربين, اشترطت انجلترا على تركيا: أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط الآتية.

واسمع إلى شروط الاستعمار والغرب على المسلمين يوم أصبحنا ضعفة، نفعل ما يقال لنا، حتى سمعت أحد المفكرين في محاضرة مسجلة بالكاسيت وفي الفيديو وهو محاضر مشهور في العالم ما زال حياً يبلغ الستين من عمره، يقول: أصبح العالم الغربي كما يقال: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا والإل بي سي رابعهم، ولا خمسة إلا والسي إن إن سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وأمريكا معهم أين ماكانوا)؛ فأصبح هذا العالم يُسيطر عليه سيطرة، وأصبح يتجه بغير واجهة, وأصبح مفقود الهوية؛ فليس له مكان ولا كلمة

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستشهدون وهم شهود

فلا يسير نفسه في اقتصاده -مع العلم أن العالم الإسلامي أغنى بلاد العالم- ولا يسير نفسه في تعليمه ولا إعلامه ولا رأيه ولا سلاحه، بل هو عالم مستخذٍ في ضعف ومسكنة لا يعلمها إلا الله.

لكننا نأمل من الواحد الأحد أن يعيد لنا عزتنا, كما كنا أعزة يوم كان فاروقنا على المنبر يهتز لصوته كل العالم، وليس على الله بعزيز إذا نحن اتبعنا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>