للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأخوة في الله وفضلها]

السؤال

تكلمت عن الحب في الله, فأرجو التكلم عن الأخوة في الله وفضلها مع إلقاء قصيدة إن أمكن؟

الجواب

الأخوة في الله شق من الحب فيه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فلا يؤاخى في الإسلام إلا في الحب في الله, ولا تؤاخي إلا أحباب الله، والأصل في ذلك: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧] ولذلك أُثر عن علي رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: [[تزودوا من الإخوان فإنهم عون في الدنيا وفي الآخرة, قالوا: أما في الدنيا فصحيح أما في الآخرة كيف؟ قال أما يقول الله: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧]]] والرسول صلى الله عليه وسلم جعل من الأخوة أن تحب في الله وأن تبغض في الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، والإخوان أن تحب الطائع لطاعته والمتقي لتقواه، وعلى ذكر القصائد يقول أبو تمام في الحب في الله:

إن كيد مطرف الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخاء تالد

أو يختلف ماء الغمام فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد

أو يفترق نسب يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالد

وبعض الناس -وهذا كلام من كلام الصوفية - يقول لأخيه:

أنت أصبحت أنا, فمن أنا؟

يقول: دخلت فيّ فأصبحت من حبي لك وحبك لي، أصبحت أنت أنا وأنا أنت فمن أنا, فهو لا شيء, وهذا خطأ, وهو للسعد الشيرازي، وهو شاعر سني إيراني يقول في الحب والأخوة في الله:

قال لي المحبوب لما زرته من ببابي قلت في الباب أنا

قال أخطأت تعريف الهوى حينما فرقت فيه بيننا

ومضى عام فلما جئته أطرق الباب عليه الباب موهنا

قال لي من أنت قلت انظر فما ثمّ إلا أنت في الباب هنا

قال أحسنت تعريف الهوى وعرفت الحب فادخل يا أنا

وهذا خطأ, بل في الإسلام تبقى أنت أنت وأنا أنا, أما هذا الاندماج وتغيير الصور والأشكال فليس بواردٍ, بل يبقى المسلم وولاؤه وبراؤه على حد طاعة ذاك, فليس عندنا انضباط في الولاء والبراء، فنحب الطائع لكثرة طاعته، ونبغض العاصي بنسبة معصيته، فصاحب الكبائر يبغض أكثر من صاحب الصغائر، والطائع الباذل نفسه وجهاده يحب أكثر من الطائع الذي هو دونه: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق:٣].

<<  <  ج:
ص:  >  >>