للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كتب لا يستغني عنها طالب العلم]

السؤال

أرجو منك تبيين ما هي الكتب التي لا يستغني عنها طالب العلم والتي تعينه على البحث والاطلاع، وعلى السير على الصراط المستقيم؟

الجواب

من الكتب التي أرشدكم إليها، بعد أن نتفق أنا وإياكم وكل مسلم على أن كتاب الله عز وجل عليه مدار التدبر والفهم والحفظ، وأنه المقدم دائماً وأبداً، وأنه الذي أوصى به صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، وعليه وصية السالفين واللاحقين والصالحين والصديقين.

من هذه الكتب زاد المعاد وجامع الأصول لـ ابن الأثير فإنه من أحسن الكتب التي ألفت في فن الحديث، مع رياض الصالحين للخطيب والداعية والمتكلم يحفظ نصوصه فهي من أفضل ما كتب وجمع؛ لأن صاحب الكتاب رزق الإخلاص والقبول، مع كتاب بلوغ المرام في الأحكام، فهو من أحسن ما حرر، قال ابن حجر في أوله: حررته تحريراً بالغاً، ليكون من يحفظه بين أقرانه نابغاً، مع عمدة الأحكام في الحديث.

وأما في الفقه فهناك كتب وإني أشكر لعالمكم الفاضل، وهو الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي صاحب كتاب السلسبيل، فما يحتاج إلى فضيلة أخرى مع كتاب السلسبيل، فقد أجاد كل الإجادة في تدليله على مسائل الفقه، فإنه يأتي بالحديث ويخرجه بعض الأحيان من عشرة مراجع، وبعض المرات ينقل تصحيحه من أربعة أو خمسة مصححين.

والأمر الثاني: أنه يأتي بترجيحات أو أقوال المذاهب، فيورد قول مالك كذا، وقول الشافعي كذا، وقول أحمد كذا، وتارة يأتي باختيارات ابن تيمية وابن القيم، فهو كتاب مفيد في الأحكام، مع البحر وحدث عن البحر ولا حرج، أعني نيل الأوطار للشوكاني، وبالجملة يقول الذهبي في ترجمة ابن حزم في سير أعلام النبلاء: أربعة كتب من جمعها وأمعن النظر فيها فهو العالم حقاً، المغني للحنابلة، والتمهيد لـ ابن عبد البر، وسنن البيهقي، والمحلى لـ ابن حزم، ومن زاد معها المجموع للنووي فقد أحسن، هذا في الأحكام وما الأحكام.

والرقائق سلف أن قلت منها جامع العلوم والحكم لـ ابن رجب، ورياض الصالحين والترغيب والترهيب، وكتاب الزهد للإمام أحمد، وكتاب الزهد> ابن المبارك، ومن فتح الله عليه سهل له الأمور، لكن أرشدكم إلى ذلك، وفي التفسير: تفسير ابن كثير، وفي التاريخ البداية والنهاية لـ ابن كثير أيضاً، وأوصيكم في الجملة بكتب ابن تيمية، وكتب ابن القيم، والحديث يطول في هذا ولكن إن شاء الله يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

<<  <  ج:
ص:  >  >>