للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حكم مخيف في ترك الصلاة]

من ترك فريضة واحدة ظهراً أو عصراً أو مغرباً أو عشاء أو فجراً عامداً متعمدا؛ ً فقد خرج من الدين وارتد وكفر بالله العظيم، واستوجب النار وأصبحت زوجته لا في عقد صحيح بل في سفاح وزناً إن مكنته من نفسها كما قال ذلك علماؤنا مستنبطين ذلك من النصوص.

واعلم أن في الصلاة قضايا ثلاث:

أولها: لا يقبلها الله إلا في جماعة إلا من عذر، حيث ينادى بها في مسجد، أو في جماعة عندما يجتمع الناس في بادية سواء عند شجر، أو في وادٍ، أو في مسجد، يؤذن بالصلاة فيجتمعون، فلا يقبلها الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى إلا في جماعة حيث ينادى بها إلا من عذر، قال عليه الصلاة والسلام: {لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون الصلاة معنا، فأحرق عليه بيوتهم بالنار} وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر} حديث صحيح، وعن علي موقوفاً عليه وقال: [[لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد]].

وقال ابن مسعود: [[ولقد رأينا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق]] الذي يتخلف عن الصلاة بلا عذر، منافق مطبوع على قلبه، تائه مدهوش الفكر، لا نور ولا حياة ولا إيمان، أتظن أن رجلاً عنده إيمان يسمع "الله أكبر" "الله أكبر" ثم لا يجيب داعي الله بلا عذر، والله ما أصبح فيه إلا النفاق والعياذ بالله!

ثانيها: أن تكون بخشوع، تصلي صلاة تصلك بالواحد الأحد قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:١ - ٢] خشوع.

كان أبو بكر إذا قام في الصلاة كأنه إسطوانة كأنه عمود، بعض الروايات تقول: يأتي الطير فيقع على رأسه من خشوعه، كان كثير من السلف لا يتحرك، لأن قلبه مع الله؛ لأنك تناجي الواحد الأحد، الصلاة لابد فيها من خشوع ليقبلها الله، وإذا خشعت في الصلاة نهتك عن الفحشاء والمنكر، {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:٤٥].

ولعلك تسألني فتقول: ما للناس يصلون ويقعون في المخدرات؟ مالهم يصلون ويرابون؟ مالهم يصلون ويزنون؟ مالهم يصلون ويسرقون؟ هذا يغش، وهذا يكذب، وهذا يسرق، وهذا يخون، وهذا يغدر، وهم يصلون؟ والجواب كما أجاب أهل العلم: إن الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة التي فيها الخشوع والخضوع والإقبال على الله، والصلاة الحقيقية: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:٤٥].

<<  <  ج:
ص:  >  >>