للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أقسام المسلمين عند الله عز وجل]

والناس عند الله عز وجل من المسلمين ثلاثة أقسام, فاعلم من أي الثلاثة أنت، والله لتنزلن أحد المنازل الثلاثة إن كنت من المسلمين, ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الإسلام, أما إذا خرج الإنسان عن الإسلام فهذا أمر آخر.

يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر:٣٢] فأنت يوم القيامة إن كنت مسلماً سوف تنزل أحد المنازل الثلاثة ليس لك منزل رابع إلا من خرج عن الإسلام، نسأل الله العافية.

القسم الأول: الظالم لنفسه: وهو من يخل ببعض الفرائض، ويرتكب بعض الكبائر, هذا تعريف, أي: يخل بفرائض الإسلام, قد يزني أو يشرب الخمر أو يسرق هذا ظالم لنفسه لكنه لم يخرج عن دائرة الإسلام, لا نقول كما قالت الخوارج أنه خرج من الإسلام.

القسم الثاني: المقتصد: وهو الذي يؤدي الفرائض، ويجتنب الكبائر، لكنه لا يأتي بالمستحبات ولا يترك المكروهات.

القسم الثالث: السابق بالخيرات: وهذا من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي , هو الذي يأتي بالفرائض والنوافل والمستحبات ويترك الكبائر والمحرمات والمكروهات, فسيره حثيث دائماً.

من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويداً وتجي في الأول

هؤلاء هم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم, قال ابن تيمية: الناس مقتصدون أصحاب يمين, وأبرار سابقون بالخيرات، يقصد الصلحاء ويأتي في الفجار من هو ظالم لنفسه، لكنه لا يزال في دائرة الإسلام، وهو تحت رحمة الله عز وجل, لكن نخشى عليه التنكيل والعذاب.

وهنا مداخلة بسيطة، وهي عبارة عن سؤال حول هذه الآية: قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} [النساء:٩٣] أحسن ما قيل فيها والله أعلم قول ابن عباس رضي الله عنه قال: [[جهنم جزاؤه إن شاء الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى جازاه بها فهو خالد مخلد وهي جزاؤه, وإن شاء غفر له]] لكن هنا مسألة كيف يكون خالداً مخلداً؟ قيل: هو من يستحل القتل, أي: أنه يرى أن القتل حلال, يقول له: كيف تقتل نفساً معصومة؟ قال: أحل الله القتل, فهذا خالد مخلد؛ لأنه أنكر أمراً من أمور الله عز وجل أو من نهيه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى, وقيل: هذه ليست على الأشخاص لم يقل الله: فلان إذا قتل فلاناً دخل النار خالداً مخلداً, لكن جعلها الله على العموم وليس على الأشخاص, لكن جزاؤه إن شاء عذبه وإن شاء رحمه, هذا من أحسن ما يقال فيمن يستحل القتل، أما الذي لا يستحل القتل، فقد ارتكب كبيرة وأمره عند الله عز وجل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>