للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التشهير بالبدعة والضلال]

السؤال

هل يجوز إذا كان هناك شيخ ضال أن أشهر به؟

الجواب

أنا قلت في غضون حديثي: الضلال الذي يطرح في الساحة، أو يكتب أو يسمع، لابد أن نتثبت منه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:٦] فلابد من التثبت، بسماع الكلام، والتحقق من مصدره؛ لأن الشائعات كثرت بين الشباب وبين الدعاة، تنقل الكلمات وليس لها أي أساس من الصحة، وتنقل العبارات الجافة فيزاد فيها حتى تبلغ عدلين، ثم تصل فتسحق الود، فموقفنا أولاً التثبت والتبين من مصدر الخبر، فإذا ظهر لنا الخطأ فعلينا واجب النصيحة، نذهب إلى هذا الذي أخطأ فنعلمه الكتاب والسنة، ونقول له: دعنا نتحاكم في النزاع إلى الكتاب والسنة، قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن أصر على ذلك حذرنا الناس منه للأمانة، فإن الجرح والتعديل ليس من باب الغيبة، يقول البخاري في ترجمته وقد ورد هذا في سير أعلام النبلاء: منذ عقلت رشدي ما اغتبت أحداً أبداً.

قالوا: فما لك ألفت في الجرح والتعديل؟ قال: هذا ليس من هذا.

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لـ عيينة بن حصن: {ائذنوا له، بئس أخو العشيرة!} تحذيراً وإخباراً به، فنحذر الناس خاصة من يطلب العلم عنده؛ لأنه يأخذ علماً مغشوشاً مسموماً، بهرجاً لا خير فيه.

رجل آخر ما سمعنا عنه شيئاً، نحمله على أحسن محمل، يصلي لكنه متكتم على شيء الله أعلم.

فنحذر ونأخذ حيطتنا، لكن لا نأتي على المنابر وفي المجالس والمجامع نقول مبتدع، فإن قيل لكم ما ظهر لكم من بدعته؟

قالوا: إن شاء الله يكون مبتدعاً! نسأل الله أن يكون مبتدعاً!! وما يدريكم لعله مبتدع؟ من يدري؟ لكن، نأخذ للاحتياط أنه مبتدع!

فنحن نقول: التوقف عن رميه بالابتداع أولى من رميه بالابتداع.

رجل آخر رفض، أتى يقول للناس: هذا هو الطريق الصحيح، هذا هو منهج أهل السنة والجماعة، هذا الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونشر وتكلم.

بالتالي نحن نقوم ونتكلم، ونقول: أخطأت، لو أنك تكتمت تكتمنا، ولكن مادمت نشرت نشرنا:

إن بني عمك فيهم رماح

.

<<  <  ج:
ص:  >  >>