للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[شرح حديث: احفظ الله يحفظك]

السؤال

أطلب منك شرح حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: {يا غلام احفظ الله يحفظك}.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم هذه محاضرة جديدة!

هذا حديث ابن عباس من أروع وألمع وأبدع الأحاديث في السنة، وهو حديث رواه الترمذي وسنده صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما.

قوله صلى الله عليه وسلم: {احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف} وعند أحمد -: {واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

إذا علم هذا أيها الإخوة! فهذا يحتاج إلى كلام طويل، لكن مجمل الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُطالب بحفظ الله.

فما هو حفظ الله؟

هو حفظ أوامره واجتناب نواهيه، حفظ الله هو العمل بالكتاب والسنة، حفظ الله أن تكون أقوالك وأعمالك وأحوالك موافقة لما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حفظ الله أن تكون في ليلك ونهارك وحياتك وعبادتك وسلوكك لله هذا مجمل الحديث، والتفصيل بابه آخر.

وأما حفظ الله لك فهو أن يهديك ويسددك ويوفقك ويرعاك، وهو الذي دل عليه الحديث الذي في الصحيحين: {ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه} ولينتبه لأنني سمعت من بعض الإخوة أنهم سمعوا قائلاً يقول في آخر الحديث: {وأجعل عبدي يقول للشيء: كن؛ فيكون} فهذا خطأ، وهذه زيادة باطلة، لا يصح إيرادها على الناس، وتشويش أذهانهم بهذه الزيادة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>