للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[القصيدة البازية]

السؤال

هل يتفضل الشيخ بإعطائنا القصيدة البازية؟

الجواب

القصيدة قد ذكرت أكثر من مرة، ولكن سأعيدها كي تثبت وترسخ؛ لأنه إذا لم تكرر فسوف تُنسى.

الشيخ عبد العزيز بن باز نحبه لا لشيء إلا لأنه يحب الله، وكل من أحب الله وعمل لله فواجب علينا أن نحبه وليس بنافلة، هذا الرجل وضع الله له القبول في الأرض، نسأل الله أن يثبتنا وإياه وأن يحسن لنا وله الخاتمة، يقول عنه المجذوب في قصيدة مقطوعة مليحة:

روى عنك أهل الفضل كل فضيلة فقلنا حديث الحب ضرب من الوهمِ

فلما تلاقينا وجدناك فوق ما سمعنا به في العلم والأدب الجمِّ

فلا غرو أن تسبي المكارم كابراً فتأسرها بالمكرمات وبالعلمِ

فلم أر بازاً قط من قبل شيخنا يصيد فلا يؤذي المصيد ولا يدمي

وتقي الدين الهلالي وهو محدث مغربي وقد توفي يقول:

خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا على آل بازٍ إنهم بالثنا أحرى

وزهدك في الدنيا لو ان ابن أدهم رآه رأى فيه المشقة والعسرا

والبازية فيها:

قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي

لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي

عفواً لك الله قد أحببت طلعتكم لأنها ذكرتني سير أسلافي

يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي

يا دمع حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل الصافي

يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي

أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعل منهم ومن حافي

مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي

وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعاني ولم تولع بإرجاف

بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إشراقه الضافي

تشفي بفتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دراً غير أصدافِ

يكفي محياك أن القلب يعمره من حبكم والدي أضعاف أضعافي

يفديك من جعل الدنيا رسالته من كل أشكاله تفدى بآلاف

أراك كالضوء تجري في محاجرنا فلا تراك عيون الأغلف الجافي

كالشدو تملك أشواقي وتأسرها بنغمة الوحي من طه ومن قافِ

ما أنصفتك القوافي وهي عاجزة وعذرها أنها في عصر أنصافِ

<<  <  ج:
ص:  >  >>