للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم]

أكبر علاماتهم: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح:١١] يتكلمون بحرارة عن الإسلام وهم يحبون للإسلام الهدم والفشل والانهزامية، يشكون أمامك واقع المرأة المسلمة في المجتمع المسلم، وكيف تسفر! وكيف تتبرج! وهم -والله العظيم- يريدون أن تسفر وتتبرج وتنتشر الفاحشة: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور:١٩] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * ٦٠٠٠٠١٤>يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة:٨ - ٩] يضحكون على التاريخ، وعلى الإسلام، وعلى المبادئ الأصيلة التي أعلنت عمقها وأصالتها خمسة عشر قرناً! وسوف تستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ومن الناس من يقول: آمنا بالله أمام الناس، فتجدهم يصلون ويصومون، ويحجون ويعتمرون، لكنهم يخربون بألسنتهم وأقلامهم ومخططاتهم ومكرهم وخداعهم، وهذا أعدى العدو، فالعدو الظاهر تحذر منه، فإسرائيل تعرف أنها إسرائيل، وروسيا تعرف أنها عدوة للإسلام، لكن هذا الذي دب في الصف لا ندري من هو، يكتب فإذا هو ليس الإنسان الذي معنا في المسجد، يقول أبو سريح العدوي، وقيل السحيم بن أُثيل الرياحي:

فإما أن تكون أخي بصدق فأعرف منك غثي من سميني

وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني

فإني لو تخالفني شمالي ببغض ما وصلت بها يميني

إذاً لقطعتها ولقلت بِيْنِي كذلك أجتوي من يجتويني

من علامات المنافق الذي لبس قاصمة الظهر: أنه جسد بلا روح، يهتم بالمظهر، لا يريد أن يمرض ولا يريد أن يتعكر صفوه في الشخصية، لباسه من أرقى اللباس، طعامه من أحسن الطعام، سكنه من أحسن السكنى، ولا يعني ذلك أن يتدروش المؤمن ليرفع الله درجته، لا.

قد تجد الفاجر فقيراً لا يجد كسرة خبز، ينام على الرصيف، وتجد المؤمن يسكن في أحسن القصور، لكن المنافق بالعكس ليس له اهتمام بالدين ولا بالإسلام، ولا بالفرائض ولا بالنوافل، تفوته صلاة الفجر فلا يحزن ولا يتأثر، ولكنه لو ثلم شيء من عرضه أو ماله لأقام الدنيا وأقعدها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>