للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تعريف بالشيخ عائض وبعض قصائده]

السؤال

فضيلة الشيخ: هلاّ عرفت لنا نفسك؟ وكم قصيدة ألفت؟ وهل تكرمنا بسماع بعض الأبيات التي من إنشائك؟

الجواب

أما التعريف فأمر سهل، لكن القصائد هي على اختيار الإخوة؛ إن كان عندهم رغبة ويحددون بعض القصائد أورد ذلك إن كان في الوقت متسع:

أخوكم في الله عائض بن عبد الله القرني هذا التعريف.

أما مسألة المواليد فهذه تاريخ الأموات لا تاريخ الأحياء، ولم يقل متى ولد عمر بن الخطاب؟ وهم من عظماء الإسلام، ونحن من نحن معه! ولكن اهتم المسلمون كثيراً بالمواليد في التواريخ ماذا أكل وماذا شرب، وماذا تغدى، وكيف نام، وكيف ذهب، وهي تواريخ الأموات، إنما تاريخ الأحياء: ماذا عمل للإسلام؟ ماذا قدم في رفع لا إله إلا الله؟ هذا تاريخ الأبطال من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.

أما القصائد فلدي قصائد، منها قصيدة للأمة الإسلامية وعنوانها: أمريكا التي رأيت، وقصيدة البازية للشيخ عبد العزيز بن باز، وقصيدة لأهل القصيم.

فأما قصيدة أمريكا التي رأيت فهي قصيدتان، جدية وهزلية، أما الهزلية فلا أذكرها، وأما الجدية فهي تخاطب الأمة الإسلامية:

يا أمة ضرب الزمان بها جموح المستحيل

وتوقف التاريخ في خطواتها قبل الرحيل

سكبت لحون المجد في أذن المجرة والأصيل

وسقت شفاه الوالهين سلافة من سلسبيل

يا أمة كم علقوا بكيانها خيط الخيال

وهي البريئة خدرها فيض عميم من جلال

شاهت وجوه الحاقدين بكف خسف من رمال

موتاً أتاتورك الدعي كموت تيتو أو جمال

يا أمة في عمرها لم تحي إلا بالجهاد

كفرت بـ مجلس أمن من نصب المنايا للعباد

القاتلي الإنسان خابوا ما لهم إلا الرماد

جثث البرايا منهم في كل رابية وواد

كانت هناك زيارة لـ أمريكا، فقلت: أني ما زرتها لأجلها ولكن من أجل مقاصد أخرى:

ما زرت أمريكا فليـ ست في الورى أهل المزار

بل جئت أنظر كيف ند خل بالكتائب والشعار

لنحرر الإنسان من رق المذلة والصغار

وقرارنا فتح مجيد نحن أصحاب القرار

ورأيت أمريكا التي نسجوا لها أغلى وسام

قد زادني مرأى الضلال هوىً إلى البيت الحرام

وتطاولت تلك السنون فصار يومي مثل عام

ما أرضهم أرض رأيت ولا غمامهم غمام

وأما قصيدتي في الشيخ الفاضل الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فأنا مسبوق وقد تكررت في مناسبات، ولكن لا بأس أن تتكرر، والشيخ ممدوح بقصائد كثيرة أذكر بعض مقتطفات، يقول المجذوب في مدحه:

روى عنك أهل الفضل كل فضيلة فقلنا حديث الحب ضرب من الوهم

فلما تلاقينا وجدناك فوق ما سمعنا به في العلم والأدب الجم

فلم أر بازاً قط من قبل شيخنا يصيد فلا يؤذي المصيد ولا يدمي

وقال عالم المغرب المحدث تقي الدين الهلالي:

خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا على آل باز إنهم بالثناء أحرى

وزهدك في الدنيا لو أَنَ ابن أدهم رآه رأى فيه المشقة والعسرا

وأما البازية فقلت فيها لسماحته:

قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي فقمت أنشد أشواقي وألطافي

لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا فهو الغفور لزلاتي وإسرافي

عفواً لك الله قد أحببت طلعتكم لأنها ذكرتني سير أسلافي

يا دمع حسبك بخلاً لا تجود لمن أجرى الدموع كمثل الوابل السافي

يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا بالمغريات وأنت الثابت الوافي

أغراهم المال والدنيا تجاذبهم ما بين منتعل منهم ومن حافي

مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي

وأنت جالست أهل العلم فانتظمت لك المعالي ولم تولع بإرجاف

وتعرفون كلكم الصحيحين والذي لا يعرف الصحيحين كأنه لا يعرف شيئاً

بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا الطل في إشراقه الضافي

تشفي بفتياك جهلاً مطبقاً وترى من دقة الفهم دُراً غير أصداف

أقبلت في ثوب زهد تاركاً حللاً منسوجة لطفيلي وملحاف

تعيش عيشة أهل الزهد من سلف لا تبتغي عيش أوغاد وأجلاف

أراك كالضوء تجري في محاجرنا فلا تراك عيون الأغلف الجافي

كالشدو تملك أشواقي وتأسرها بنغمة الوحي من طه ومن قاف

ما أنصفتك القوافي وهي عاجزة وعذرها أنها في عصر أنصاف

يكفي محياك أن القلب يعمره من حبكم والدي أضعاف أضعاف

يفديك من جعل الدنيا رسالته من كل أشكاله تفدى بآلاف

أما قصيدة أهل القصيم، فكانت زيارة لـ بريدة وعنيزة:

قل للرياح إذا هبت غواديها حيي القصيم وعانق كل من فيها

كان عندي مقطوعة وقلت بالمناسبة أن يكون نادي الاتفاق

فما أتى الوفاق لنادي الاتفاق فما كان هناك سلام ولا عناق

فجعلنا هذه القصائد حتى يتسنى لنا في اجتماع آخر لنحيي هذه الوجوه، أهل الدمام والظهران والأحساء والجبيل ومن جاورهم من الأعراب، فالمقصود:

قل للرياح إذا هبت غواديها حيي القصيم وعانق كل من فيها

واكتب على أرضهم بالدمع ملحمة من المحبة لا تُنسى لياليها

أرض بها علم أو حاذق فطن يروي بكأس من العلياء أهليها

عقيدة رضعوها في فتوتهم صحت أسانيدها والحق يرويها

ما شابها رأي سقراط وشيعته وما استقر ابن سينا بواديها

سقراط المجرم الذي أفسد عقائد الناس، هذا تعليق على الشعر

ما شابها رأي سقراط وشيعته وما استقر ابن سينا بواديها

ولـ ابن تيمية في أرضهم علم من الهداية يجري في نواحيها

إذا بريدة بالأخيار قد فخرت يكفي عنيزة فخراً شيخ ناديها

محمد الصالح المحمود طالعه البارع الفهم والدنيا يجافيها

له التحية في شعري أرتلها بمثل ما يعزف الأشواق مهديها

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>