للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تكرار التوبة]

السؤال

أنا تبت، ثم عدت، ثم تبت، ثم عدت، ثم تبت، ثم عدت، ثم تبت، ثم رجعت، ثم تبت، ثم رجعت، ثم تبت، ثم رجعت اقلب الصفحة؟

الجواب

فتح الله عليك، نسأل الله أن يعيدك عودة إليه، وأن يثبت قلبك، وما ندري الآن أنت رجعت وإلا عدت، أوقعتنا في حيص بيص، فأنت الليلة إن شاء الله تائب إلى صلاة العشاء، وما ندري بعد الصلاة ماذا تفعل؟! أنت ترجع وإلا لا، لكن نسأل الله أن يثبتك بالقول الثابت، وأرى أنه كلما عدت رجعت، وإن كنت مستمراً أن يربطك أبوك في البيت، حتى ما تفر أبداً، وأن تدعو لك أمك، ونحن ندعو لأنفسنا ولك بدعوة مقبولة إن شاء الله أن يثبتنا الله وإياك، فلا تعود أبداً.

كان خوات بن جبير من الصحابة، أسلم لأول الإسلام، ولم يتمكن الإسلام من قلبه بعد، وهذا مثل حالنا، كثير من الشباب حالهم مضطرب هكذا، وسوف يتمكن الإيمان في قلبك إن شاء الله مع كثرة الدعاء، ومع النوافل، حتى يصبح كالجبال، فأتى هذا المسلم لأول وهلة، ولم يكن الإيمان قد تمكن في قلبه، قال: {خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأيت فتيات في واد (نساء أجنبيات) قال: فلبست لباساً، وذهبت إلى الفتيات، فجلست معهن، فخرج صلى الله عليه وسلم، فمر بي، وقد خرجت من عند الفتيات، قال: يا خوات! أين كنت؟ قال: يا رسول الله! شرد علي جمل، فأنا أبحث عنه -وهو لم يشرد جمل ولا شيء- فتبسم عليه الصلاة والسلام، لكن علمه الذي علم السر وأخفى أن المسألة فيها شيء، قال: فرجعنا إلى المدينة، فلقيني في الطريق جملي بجمله، قال: يا خوات! وجدت جملك، قال: فسكت من الخجل، فإذا تقدم تأخرت، وإذا تأخر تقدمت -لا يريد أن يلقى الرسول صلى الله عليه وسلم- قال: فوصلنا المدينة، فلما أردنا ندخل التفت إليَّ، قال: أوجدت جملك؟! قال: فدخلنا المسجد، قال: يا خوات أوجدت الجمل؟! -ويتبسم صلى الله عليه وسلم- فقام خوات، فوضع يده في كف المصطفى عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله! والله ما شرد جملي منذ أسلمت، فدمعت عينه صلى الله عليه وسلم، وقال: اللهم اغفر له وتب عليه} ومعنى ما شرد جملي: ما شرد إيماني، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل عن الإيمان، أما الجمال أمرها سهل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>