للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[جزاء من أحسن الوضوء]

اسمعوا، في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء} لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، وضوء في دقائق وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله تفتح لك أبواب الجنة الثمانية تدخل من أيها شئت.

وفي سنن الترمذي بسند صحيح يقول بعد {أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين}.

وقل لـ بلال العزم من قلب صادق أرحنا بها إن كنت حقاً مصليا

توضأ بماء التوبة اليوم مخلصاً به ترق أبواب الجنان الثمانيا

والعجيب أن في الوضوء أحاديث صحيحة منها: {أنك ما توضأت فغسلت وجهك إلا تتحات الخطايا من عينيك ومن أنفك ومن وجهك مع آخر قطر الماء، وتغسل يدك اليمنى فتحات واليسرى مع الأصابع مع آخر قطر الماء ثم القدمين} حديث صحيح، رحماك يا رب! حتى في صحيح مسلم قال: {فيغفر الله له خطاياه -يعني السيئات الصغار- وصلاته وذهابه إلى المسجد نافلة} لك الحمد والشكر ما أوسع حلمك! وما أعظم كرمك!

واعلم يا مسلم! أن من أصابته جنابة من احتلام أو من جماع، فإن الله لا يقبل صلاته ولا قراءته للقرآن حتى يغتسل الغسل الشرعي الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم، والغسل الشرعي الكامل أن تبدأ فتتوضأ وضوءك للصلاة مثل الوضوء الأول، ثم تبدأ فتفيض الماء على رأسك حتى تروي أصول الشعر، خلل الشعر وأنق البشر وتدخل أظافرك بين شعرك حتى يصل الماء إلى البشرة، والمرأة في الجنابة ليس عليها واجب أن تنثر ضفائرها وجدائلها وما لفت من شعرها بل في الحيض فقط، إذا حاضت وطهرت واغتسلت تنقض شعرها، أما في الجنابة فتغتسل هكذا وتبقي جدائلها على حالتها ولكنها تحرك أصول الشعر، فإذا انتهيت من إرواء الرأس فخذ ثلاث حفنات وأروه فإن تحت كل شعرة جنابة، فإذا انتهيت فابدأ بميامين جسمك وما تياسر وما علا قبل ما سفل حتى تتطهر ثم تتشهد، فتخرج من الجنابة، فالغسل من الجنابة واجب وهي أمانة بين العبد وبين الله، لا يدري أنك اغتسلت من الجنابة إلا الله، من يدري؟ لعل من يجلس في بعض المساجد عليه جنابة، لعل من يقرأ القرآن عليه جنابة، لعل من يضحك على المسلمين عليه جنابة لكن الذي يعلم السر وأخفى لا يقبل صلاة المجنب ولا قراءته للقرآن حتى يغتسل الغسل الشرعي الذي ذكرت لكم، إلا إذا كنت في البادية فلم تجد ماء وعليك جنابة فتيمم، اضرب الصعيد بيديك ضربة ثم امسح يدك اليمنى واليسرى بوجهك ثم امسح اليمنى باليسرى واليسرى باليمنى ضربة واحدة، فاضرب الصعيد ضربة، أو كان بك جروح لا تستطيع استخدام الماء، أو كان الماء في درجة برودة وليس عندك وقود ولا نار تدفئ الماء وتحميه وخفت على نفسك من الموت، لم تخف من ضرر البرد لا.

لا يكفي هذا، خفت من الموت فتيمم كما فعل عمرو بن العاص وأقره عليه الصلاة والسلام، هذا في أمر الصلاة وأمر الطهارة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>