للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الابتلاء في الدين أعظم الابتلاءات]

أما الابتلاءات غير ابتلاءات الدين فكلها سهلة هينة يذوقها الناس جميعاً، والكفار يذوقون ابتلاءت المال والخسائر المالية، وموت الأطفال، والزوجات، والإخوة، واحتراق البيوت، وهذا قدر مشترك بين المؤمن والكافر، ولو كان هذا الابتلاء موت الأطفال أو انهدام واحتراق البيت أو ذهاب المال، فهذا أمر مشترك فية الخواجة الكافر، والفلسفي الأحمر، واليهودي المجرم، وكذلك المسلم لكن أما الابتلاء الصارخ في الدعوة، وتشويه السمعة، وتلطيخ واجهة الدين؛ فهذا لأولياء الله ليحتسبوا دعوتهم، وليخلصوا منهجهم لله؛ وليعلموا أنه لا يكفيهم إلا الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:١٣٧] قتل عثمان وسال دمه على هذه الآية ولا زال المصحف موجوداً بشكل موجود على آية: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة:١٣٧] طوق المتمردون الثوار على بيت عثمان فقال: [[اللهم لا قوة لي فأنتصر فانصرني]] فدخلوا عليه وهو يقرأ قوله: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة:١٣٧] فذبحوه، لكنه ما انتهى فقد بقي ذكره في الآخرين بالذكر الحسن، فسمعته وتاريخه وذكره حسن، بل نحن نترضى عليه في كل جمعة وفي غالب الصلوات، أما أعداء الله الذين سحقوا الدعوات فيلحقون باللعنة، أين فرعون والنمرود وجمال وتيتو وأتاتورك والمغرضون؟ لعنوا ويوم القيامة يوردون إلى النار، ويفضحون ويخزون، ويعرضون على النار؛ جزاءً لما قدموا في محاربة هذه الدعوة.

أيها المسلمون: هذا درس في الابتلاء ولعل هناك من التساؤل أو من القصص، أو من التعليق ما سأكمل به هذا الوقت، وأسأل الله عز وجل لي ولكم السداد والثبات.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعلماء رسالة رسولك صلى الله عليه وسلم، والصالحين من عبادك وأوليائك، اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين، اللهم من أرادنا والإسلام بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره في تدميره، واخذله يا رب العالمين، اللهم اكشف أسراره، واهتك أستاره، وأبد عواره، اللهم أخرس لسانه وأذهب عقله، ودمره تدميراً عظيماً، اللهم أرنا فيه عجائب صنيعك يا رب العالمين، اللهم انتقم لأوليائك، وانتصر لأحبابك ودعاتك ولعبادك الصالحين، اللهم ثبتنا على الحق، اللهم من نصر الدين فانصره ومكنه في الأرض، واجعله يا رب العالمين هادياً مهدياً وتوله في الدارين، نسألك يا رب العالمين أن تحمينا وأن تنصرنا وأن تحفظنا، وأن تهدينا سواءاً السبيل، وأن تمنعنا من كل سيئ يريد بنا والإسلام والمسلمين سوءً، اللهم لا تدابير لدينا ولا حيل، وإنما حسبنا الله ونعم الوكيل: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:١٧٣ - ١٧٤] اللهم ثبت واهد ولاة الأمر لما تحبه وترضاه، اللهم قيض لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تهديهم إلى الحق، اللهم انصرهم بالإسلام وانصر بهم الإسلام.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>