للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حكم البيع والشراء في المسجد]

إن بعض المساجد شهدت الخصام والنزاع على أمور الدنيا.

إن بعض المساجد حُوِّلت إلى مكاتب عقار للبيع والشراء وللمقاولات وللمؤسسات.

إن بعض المساجد أصبحت كأنها شقق يعرض فيها المشاكل والغيبة والنميمة.

وهذه مخالفة لمنهج الإسلام في المسجد.

فالمسجد وقار وسكينة، والمسجد قرب من الله عز وجل.

ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت في المسجد.

ويظن أعداء الإسلام أن الإسلام لا يعرف النظام.

رستم قائد يزدجرد في معركة القادسية قال: أريد أن أرى المسلمين هذا اليوم، وذلك قبل المعركة بثلاثة أيام، وكان قائد المسلمين سعد بن أبي وقاص أحد العشرة، فأشرف رستم على المسلمين فوجدهم يصلون في مُصَلَّىً، وهم ثلاثون ألفاً، يكبر سعد فيكبرون، ويرفع فيرفعون، ويقرأ فينصتون، فأخذ رستم يعض أصابعه ويقول: علم محمد الكلابَ الأدب، بل علم محمد الأسود الأدب، وأما ذاك فهو الكلب الرِّعْدِيد، الذي أزالته سيوف التوحيد بعد ثلاثة أيام.

فنحن أمة النظام.

ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن التشويش في المسجد، ففي (الصحيح): أنه نهى صلى الله عليه وسلم عن البيع والشراء في المسجد، وقال: {من رأيتموه يبيع ويشتري في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا} أهذا سوق؟!

أهذا حراج؟!

أهذا مكتب عقار؟!

بل هذا مسجد، ومصلى، وهذا منبع للأرواح، وانطلاق للكلمة، ورفع للمسئولية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>