للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حكم النوم في المسجد]

المسجد من أحكامه: أنه لا بأس من النوم فيه.

لأن هذه لا بد أن نعرفها؛ لكن لا يتخذ المسجد مقهىً ولا فندقاً ولا سكناً للنوم.

لكن يجوز للحاجة: كأن إذا أتى غريب، ولم يجد ما يمكنه من النوم خارج المسجد.

فنقول: إن من أعوزه المبيت فله أن ينام في المسجد بشرط ألا يجد مكاناً آخر.

ولذلك يتساءل البخاري في صحيحه: هل يُنام في المسجد؟

قال: نعم.

ثم أتى بالحديث: قال ابن عمر: {>كنتُ رجلاً أعزب أنام في المسجد}.

ولذلك يقول ابن عمر في صحيح البخاري: {تمنيت أن أرى رؤيا}.

لأن الصحابة كانوا يرون رؤيا فيلقونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم يفتيهم في الصباح، قال: {تمنيت أن أرى رؤيا، وأنا كنت أعزب أنام في المسجد، فرأيتُ في المنام كأن رجلان أتياني فأخذا بيدي، أحدهما باليمنى، والآخر باليُسرى، فذهبا بي إلى بئر مطوية، فأشرفت عليها ولها قرنان -أي: رعلتان أو خشبتان- فوجدتُ أناساً فيها يتضاغَون -كأنها العذاب، وهي النار نعوذ بالله من النار- فقال لي الملكان: لَمْ تُرَعْ، لَمْ تُرَعْ، ثم ذهبا بي، فرأيت جزيرة خضراء فأعطياني قطعة من إستبرق، لا أشير بها إلى مكان، إلا طارت بي إلى ذاك المكان، فلما أصبحتُ في الصباح أخبرتُ أختي حفصة، فعَرَضَتْها على الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: نِعْم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل}.

<<  <  ج:
ص:  >  >>