للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحجاج في عرفات]

وقفوا في عرفات ما يقارب الثلاثة ملايين يسألون رباً غنياً قديراً رحيماً حليماً، عطاؤه كلام وفعله كلام بقوله كن فيكون.

أتيناك بالفقر ياذا الغنى وأنت الذي لم تزل محسنا

وعودتنا كل فضل عسى يدوم الذي منك عودتنا

فما في الغنى أحد مثلكم وفي الفقر لا أحد مثلنا

وقصت ناقة محرماً بـ عرفة فقتلته، وصاحب المنهج عليه الصلاة والسلام موجود، فقال: {كفنوه في ثوبيه وجنبوه الطيب، ولا تخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً}.

هل تأملت الصورة؟ هل رأيت المشهد؟

إذا أهل هذا الميت من قبره ملبياً وميقاته قبره، ومن تجاوز الميقات يريد الحج بلا إحرام فعليه دم، وهذا يريد الجنة لأنه مطلوب هناك،

و

الجواب

لبيك اللهم لبيك.

أتيناكم نخب السير خبا ونحمل في حشايا القلب حبا

نهيم بينكم شوقاً ونسقي بدمع العين في العرصات صبا

فهيا سامحونا قد أسأنا وهيا فاغفروا يا رب ذنبا

تقرب غيرنا لسواك جهلاً ونحن لقربكم نزداد قربا

{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران:١٩٤].

بجانب هيئة الإذاعة البريطانية شاعر عربي قام في الصباح ينشد:

أنت القوي فقد حملت عقيدة أما سواك فحاملو أسفار

يتعلقون بهذه الدنيا وقد طبعت على الإيراد والإصدار

دنيا وباعوا دونها العليا فيا بؤساً لبيع المشتري والشار

يا أيها الذين آمنوا! مالكم لا تنفقون من كنوز الرسالة دنانير الحكم، وصاحب الغلة يقول: {بلغوا عني ولو آية} كل منكم بحسبه، من لم يجد سيفاً فعصا، وافعلوا فعل علي بن عمار هجم عليه الأسد وسيفه معلق في بيته، ولو انتظر وصول السيف لوصل رأسه إلى الأرض على الكيف!! فأخذ هراوة غليظة وفلق بها هام الأسد حتى يأتي المدد، فحياه أبو الطيب المتنبي فقال:

أمعفر ليث الهزبر بصوته لمن ادخرت الصارم المسلولا

إذا لم تلق محاضرة فاحضرها، وإذا لم تدبج خطبة فكلمة: أنفق رجل من بره من تمره من درهمه من ديناره من علمه من شعره من فكره، الذي لا يركب في سفينة الصحوة رضي بأن يكون مع الخوالف، فليس لهم في الغنيمة قسم، ولا في الخيالة اسم، ولا في الديوانية رسم.

بعضهم يحفظ المتون ويجمع الفنون، كتب الحواشي وهو ماشي، قلنا: علِّم، قال: حتى أتعلم، قلنا: أجل درس، قال: حتى أؤسس، فقلنا: هل سمعت: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:١٦١]؟

قم خاطب الدنيا بنبرتك التي عزفت قلوب الأهل والأصحاب

فمنابر التوحيد من خُطَّابها ومحافل العلياء للخطاب

شبيب الخارجي من الخوارج، بطل لكنه مبتدع؛ شبيب الخارجي في ستين من أصحابه هزم ثلاثة آلاف، وكان في المعركة ينعس على البغلة من ثباتة الجأش وشجاعة القلب، قلنا: دعونا من نعاس الخوارج فأين نعاس أهل السنة: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال:١١]؟ فنعاس طلحة بن عبيد الله في أحد خير من نعاس شبيب؛ لأن طلحة متبع وشبيب مبتدع، وطلحة من نكاح وشبيب من سفاح.

قوم أبوهم سنان حين تندبهم طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا

لو كان يُقعد فوق الشمس من كرم قوم بآبائهم أو مجدهم قعدوا

غفار من المغفرة، وأسلم من المسالمة، وعصية من المعصية، ثلاث قبائل وافقت أسماؤها مسمياتها، فقال المعلم العظيم صلى الله عليه وسلم: {غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله} وأقول: وماركس أركسه الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>