للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأسلم البعد عن المناصب ما لم تتعين]

السابع: الأسلم للعبد الابتعاد عن المنصب إلا إذا تعين عليه ذلك، ووجد من نفسه القدرة، وكان أصلح من غيره، فإن طلب المنصب ليس مقصداً شرعياً، والذي يتهافت على المنصب ويتنازل عن شيء من دينه لأجله، ويكون منافقاً دجالاً مجاملاً ليحصل على منصب إنما هو آثمٌ عند الله عز وجل، محاسب بفعل هذا

نصب المنصب أوهى جلدي وعنائي من مداراة السفل

أنا لا أرغب تقبيل يدٍ قطعها أحسن من تلك القبل

إن جزتني عن صنيعي كنت في رقها أو لا فيكفيني الخجل

أو كما يقول شيخ الإسلام: إلا إذا تعين عليه ذلك وأنه لا يكون أصلح منه.

بل نص شيخ الإسلام على: أن القاضي يجب عليه أن يطلب القضاء، إذا علم من نفسه القوة والثقة ولم يوجد في المسلمين من يقوم بالقضاء إلا هو، كما قال يوسف عليه السلام: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف:٥٥] والإنسان إذا تعين عليه منصب ورأى من نفسه القدرة فإن عليه وجوباً أن يطلب ذلك ويقصد بذلك ما عند الله، أما أن يطلبه للدنيا وللشهرة وللمنصب وليتأكل به فهذا محرم، يقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: {يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها بمسألة وكلت إليها} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

<<  <  ج:
ص:  >  >>