للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسافة بين مصراعين من مصاريع الجنة]

لكن -يا إخوتي في الله- كم بين المصراعين؟ كيلو أو ميل أو ثلاثة ميل، أو عشرة أميال؟ لا.

صح عنه صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم، من حديث عتبة بن غزوان، أنه قال: {ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، مسيرة أربعين سنة -لا إله إلا الله! أي: أن بين طرف الباب والباب مسيرة أربعين سنة- ثم يتبسم عتبة بن غزوان، ويقول: وإنه ليأتي عليه يومٌ وهو كظيظ من الزحام}.

فنسأل الله أن نكون ممن يزاحم في ذاك الباب! {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:١٨٥] ما بين المصراع والمصراع أربعون سنة، والأبواب أربعون سنة، والأبواب ثمانية ويأتي على كل باب منها يوم وهو كظيظ من الزحام، والله إنا نطمع في فضل الله، ورجاؤنا في الله أن يجعلنا من الداخلين المزاحمين، وإلا فليس عندنا عمل، ما سفكنا دماؤنا ولا بذلنا أموالنا، ولا أذهبنا أعمارنا في طاعة الله، إنما نحن مقصرون، وكما قال الأول:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجربِ

ونحن من ذاك [[قال رجلٌ لـ الحسن البصري: سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة.

فقال: إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم]]

يا تقياً والتقى جلبابه

وذكياً حسنت آدابه

قم وصاحب من هم أصحابه

لا تقل قد ذهبت أربابه كل من سار على الدرب وصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>