للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مفهوم الجاهلية وكتابات محمد قطب وسيد قطب]

السؤال

ما مفهوم الجاهلية؟ وهل من قال: إن بعض المجتمعات جاهلية، هل معنى ذلك أنه يكفر بعض أفراد المجتمع، وما رأيكم فضيلة الشيخ في كتب سيد قطب ومحمد قطب؟

الجواب

الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

وبعد:

فالجاهلية مفهوم أطلق في القرآن ثلاث مرات، وأطلقه رسوله صلى الله عليه وسلم ويقصد به المجتمع الكافر، فلنا أن نقول مثلاً: المجتمع الإمريكي مجتمع جاهلي، المجتمع الأوروبي مجتمع جاهلي، فتطلق الجاهلية على المجتمع الكافر، وتطلق على المجتمع الذي ماتعلم العلم أو ما فهم الرسالة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، أو قل فهمه فنقول: مجتمع فيه جاهلية ولا نقول مجتمع جاهلي، ويطلق على الشخص الواحد الذي فيه شعبة من شعب الجاهلية نقول: فيك جاهلية، كما أطلقه صلى الله عليه وسلم في الصحيح على أبي ذر لما سب أحد الصحابة، فقال: {يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية}.

فالجاهلية تطلق على هذه الأمور: على المجتمع الكافر إطلاقاً عاماً لا تقيد فيه، فكل مجتمع جاهلي بلا شك ولو بلغ في العلم المادي النجوم، قال تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:٧] {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل:٦٦] ويطلق على المجتمع الذي مارسخ في العلم وما تفقه كثيراً، ونقول: فيه جاهلية، وفيه جهل، ويطلق كذلك على الفرد الذي ما تنورت بصيرته بالعلم، أو فيه شعبة من شعب الجاهلية.

وهذه المصطلحات استخدمها كثير من الكتاب الفضلاء، من ذلك الأستاذ محمد قطب في جاهلية القرن العشرين، وله فيها كلام.

أما كتب سيد قطب، وكتب محمد قطب فنسأل الله أن يثيبهما بما كتبا، ويظهر الصدق فيهما، فإنهما أرادا الخير إن شاء الله، وأرادا ما عند الله، وقد سدا جانب الفكر، أو ثغرة من ثغور الفكر التي ما تسد إلا بهذا السلاح، لأن الله يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:٦٠] لأن هناك قوة الأدب، وقوة الفكر، وقوة العلم بالدليل، فهؤلاء ردوا على أهل التربية، أهل علم النفس، أهل الفكر الغربي.

وأما أن بعض المسائل تكلم عنها بعض طلبة العلم فينبه إليها، وليس هذا مجال تفصيلها ولا بسطها، كبعض المسائل في الظلال فالقارئ للظلال لا يأخذ منه دليل ولا تأصيل علمي وإنما يأخذ مقصد صاحبه، لأن صاحبه يقصد أن يقرب القرآن من الواقع أو ظلال أو نسمات أو خطرات خطرت له وعنّت أثناء قراءته للقرآن، فهو يتحدث عن ربط الواقع بالقرآن، وأما من أراد معاني القرآن أو تفسير القرآن، فمجالها كـ تفسير ابن كثير وغيره من أهل العلم ولا يطول في هذا لأن لها مجيبون وهي مفهومة إن شاء الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>