للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[استجابة الناس لرسول الرسول دليل على محبتهم له]

ذهب عمر يطرق على الأبواب ادفعوا الزكاة من أرسلك؟ محمد عليه الصلاة والسلام.

فإذا سمعوا محمداً صلى الله عليه وسلم دفعوا الصدقة؛ لأن عمر مهما أوتي من قوة، لا يملك القلوب كما يملكها صلى الله عليه وسلم، حتى يقول فيه أحد الشعراء:

محاسنه هيولى كل حسن ومغناطيس أفئدة الرجال

حتى العذارى في الخدر أحببنه صلى الله عليه وسلم، أرسل جليبيب إلى بيت من بيوت الأنصار، وجليبيب فقير مسكين هزيل ضعيف محتاج لا نسب له، ولا جاه ولا مال، نسبه التقوى، وجاهه اليقين، وماله التوكل على الله، قال: اذهب إلى آل فلان يزوجونك ابنتهم، فطرق عليهم الباب، قال الأنصاري: من؟ قال: جليبيب، قال: ما تريد؟ قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوجونني بنتكم.

قال الرجل: جليبيب لا نسب ولا أهل ولا مال ولا جاه، فأخبر زوجته -التي تملك حق الفيتو- فقالت: لا أهل ولا نسب، ولا مال، ولا جاه فسمعت الحوار العذراء المؤمنة المصلية، فقالت: أرسل محمد صلى الله عليه وسلم وتردون خبره، بل أتزوجه طاعة لله ولرسوله، وفي ليلة الزفاف نادى منادي الجهاد: يا خيل الله اركبي! فتركها وخرج استجابة لأمر الله ورسوله، فقتل في تلك المعركة، فكانت الأموال تأتيها من حيث لا تدري.

<<  <  ج:
ص:  >  >>