للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أنت مسئول عن أسرتك]

أتينا إلى باب الأسرة المسلمة، كم قصرنا في الأسر وكم قصرنا في حياة البيوت، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:٦] الابن في البيت، البنت والمرأة ماذا تُدخل في البيت وماذا تُخرج منه؟ تدخل في البيت الإسلام وتخرج الكفر، تدخل في البيت النور وتخرج الظلام، تدخل الهداية وتخرج الشقاوة، إن كنت تريد لبيتك الجنة، تريد أن تؤسس بنيانك على تقوى من الله ورضوان، {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:١٠٩].

يا أخي المسلم! الصلوات الخمس في البيت، الحجاب للنساء، ذكر الله، سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، إدخال الشريط الإسلامي، والكتيب الإسلامي، تعلم أهلك الطهارة، الحجاب، الصلاة، الذكر، الخوف من الله، التوحيد، تحذرهم من الشرك، من الفاحشة، من الزنا، من الكذب ومن كل ما يغضب الله، هذا هو البيت المسلم، لكن كيف يحيا بيت فيه غناء؟! فيه شاشة مهدمة؟ فيه فيديو مخرب؟ فيه مجلة خليعة؟ فيه سيجارة؟ فيه شيشة؟ فيه كل ما يغضب الله عز وجل؟ فيه دخان وبلوت، وفيه ورقة كيف يصحو؟! كيف يهتدي؟! كيف يسلك طريق الجنة؟!

يا عباد الله: البيوت التي تسلك هذا المسلك بيوت تقود أهلها إلى النار: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:٨ - ١٠].

فواجبك أنك راع، ووالله، الذي لا إله إلا هو أنها أمانة في عنقك، البيت أمانة بأطفاله بالزوجة وبالبنات وبالأخوات وبالقريبات، {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب:٧٢] وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته} أنا أعرف أو أسمع عن بعض الناس عن بيوتهم ماذا فعلوا، يصلي في المسجد ولا يأمر أهله بالصلاة، والله ذكر إسماعيل فقال: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً} [مريم:٥٥].

<<  <  ج:
ص:  >  >>