للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[اقتراح وسائل للاستفادة من الدرس]

ربما أقترح أنا اقتراحاً بسيطاً: أن من كان عنده من الإخوة نشاطٌ أو قدرة على تفريغ مثل هذا الشريط وتصحيحه وعرضه عليَّ فليفعل، وأنا بدروي أدعو له بظهر الغيب، وفي حضوره، وفي غيابه، بأن يحفظه الله ويأجره ويثيبه، حتى يُقَدَّم هذا في كتيب بعد تصحيحه وعرضه على أهل العلم، يُقَدَّم كتبسيط وتفسير ميسر إلى الناس، وإلاَّ فإن السلف قد كتبوا تفاسير؛ لكنهم أقسام:

- فمنهم من اعتنى بالجوانب اللغوية والنحوية.

والقرآن مقصده أعظم.

- ومنهم من أتى بِخُزَعْبَلات بني إسرائيل وكَذَباتهم وافتراءاتهم.

والقرآن أجلُّ.

- ومنهم من نحا نحو الواقع، وترك مناهج السلف الصالح، ومنهج أهل السنة والجماعة.

ولا بد من عرض ذلك.

- ومنهم من تساهل في الأحاديث الضعيفة.

ومن أمثل ما يوجد: تفسير ابن كثير؛ لكن ينقصه ربطه بواقع الأمة، فيحتاج من يقرؤه إلى أن يربط تفسير ابن كثير بواقع الناس وحياتهم ومعايشاتهم، حتى إذا قرأ الإنسان السورة في الصلاة تذكَّر واقعَه الذي يعايشه أربعاً وعشرين ساعة، وتذكرَ ماذا يمكن أن يغير إذا خرج من المسجد، وما هي صور الجاهلية التي نعيشها صباح مساء، الجاهلية التي تجدها في السوق، والدكان، والمدرسة، والجامعة، والنادي، والطريق، والبيت.

الجاهلية التي تعرض لك في كتيب، أو دعاية، أو برواز، أو لافتة، أو ورقة، أو صحيفة، أو مجلة، أو شريط، أو فيلم.

الجاهلية التي تُعْرَض لك في أشخاص، تجدهم من داخلهم مُبَرْمَجِين، أي: بُرْمِجُوا وانتهتْ بَرْمَجَتُهُم (هناك) ثم قُدِّمُوا للأمة لِيُبَرْمِجُوا الأمةَ كما بُرْمِجُوا هُم ليُؤَثِّروا على الأمة كما أُثِّرَ عليهم، فمن داخلهم مُنْتَهون، مُسْتَهَلَكَةٌ في ذواتهم المبادئُ الأصيلة التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يريدون كذلك إغواء الأمة في التالي.

تجد الجاهلية في أشخاص يتصورون أن الدين صلاة فقط، وإذا ما خرجتَ فلا تشارك في الحياة ولا تدخل الدين في كل شيء، وينادون بذلك في الصحف والمجلات، ويقولون: تريدون إدخال الدين في كل شيء؟ وما دخل الدين في هذا؟ ما لكم وللدين، الدين لكم، تركنا لكم المسجد اعملوا ما شئتم، أما خارج المسجد فالحذر الحذر، ليس للدين دخل!

وبهذا فقد ازدادوا ديناً ما أتى به عليه الصلاة والسلام، هذا دين ما أراده أبو بكر، وعمر وعثمان، وعلي.

هذا دين يخالف دين المسلمين، هذا دين أهل التصوف الهندوكي والهندوسي.

وهذا دين الذين وَلَغُوا في شرع الله عز وجل بالإثم، أو أنكروا معالم الدين.

فهذا الدين لا نريده.

نحن نريد الدين الذي بُعِث به محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون في المسجد، والمقهى، والمنتدى، والمكان، والجامعة، والدكان، والبيت، وعلى الرصيف، حتى نعيش الإسلام قضية واحدة.

هذا ما يُراد.

والدرس المقبل إن شاء الله سوف يكون بعنوان: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:١] وبعده: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:١] ونستمر مع هذه السور - كما قلتُ لكم - في زحف مبارك مقدس، سائلين المولى أن يعيد علينا وعليكم بركات القرآن، وأن ينفعنا وهذا الجيل به، وبأسراره وكنوزه.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>