للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الغناء ثلاث مصائب]

قال أحد العلماء: للغناء ثلاث مصائب:

أولها: قسوة القلب، فلن تجد مغنياً وقلبه لينٌ أبداً بل قلبه أقسى من الحجر {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة:٧٤].

ولذلك قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في بني إسرائيل {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة:١٣].

والمصيبة الثانية: وحشة بين العبد، بين المغني وبين الله، المغني لا يقبل الذكر، لا يحب الندوات، لا يحب ذكر الله، لا يحب الدروس، أعرض وامتلأ من الفاحشة، قال ابن تيمية: " الغناء بريد الزنا وما داوم عبد على الغناء إلا وقع في الزنا والعياذ بالله " والمصيبة الثالثة: أنه يحرم غناء الجنة، من أدمن الغناء في الدنيا، صاحب أشرطة الكاسيت، صاحب العود، صاحب الكمنجة، صاحب الفيديو المهدم، صاحب الموسيقى، حرام عليه غناء أهل الجنة، قال الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة جوارٍ يغنين يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا} دبجها ابن القيم ونظمها فقال:

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصوات تلذ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

فمن حرم على نفسه الغناء؛ سمع غناء تطرب له القلوب حتى تتحرك أشجار الجنة من الغناء هناك نسأل الله من فضله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>