للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الشافعي وأحمد يدللان على قدرة الباري]

يأتي الشافعي ويفتح باب الحوار مع الملحدين والزنادقة، وهو داعية الإسلام عنده رصيد من الأدلة، ويبرز في الميدان وهو المنتصر بإذن الله، ولا يختبئ ولا يخاف على نفسه فالله معه.

دعها سماوية تجري على قدر لا تفسدنها برأي منك منكوس

قيل للشافعي: دلل لنا على القدرة.

فقال: ورقة الشجرة تأكلها الدودة فتخرج إبريسماً حريراً، والغزال فتخرج مسكاً، والنحل فتخرج عسلاً ألا يدل ذلك على السميع البصير؟ بلى والله، يدل على السميع البصير.

فيا سبحان الله! كيف أقفلت العقول؟! لقد أصبح من أعظم أمراض المجتمع اليوم مرض الإلحاد ومرض الشك مرض ركب الحداثة وأمثالها وأذنابها وعملائها ليبث سمومه في الساحة، في جزيرة العرب.

ويأتي الإمام أحمد ودليله رابع الأربعة، وهو في بيته، يلتفت إلى بيضة الدجاجة -وقد سألوه عن دليل القدرة- فقال: هذه البيضة، أما سطحها ففضة بيضاء، وأما باطنها فذهب إبريز، تفقس فيخرج منه حيوان سميعٌ بصير ألا يدل على السميع البصير؟ بلى والله لكن من يتأمل؟ ومن يتفكر؟ ومن يتدبر؟ فما لهم لا يؤمنون! ما لهم لا يؤمنون والسماء تشهد أن لا إله إلا الله؟! ما لهم لا يؤمنون والأرض تشهد أن لا إله إلا الله؟! مالهم لا يسمعون ويستجيبون وينطقون لا إله إلا الله؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>